كيف تتحقّق من الخصائص المدعومة في المتصفحات: دليل شامل للمطورين
في ظل تنوع المتصفحات وتحديثاتها المستمرة، أصبح من الضروري لكل مطوّر ويب أن يتحقق من الخصائص المدعومة في المتصفحات المختلفة قبل تنفيذها في المشاريع البرمجية. هذه الخطوة ليست فقط جزءاً من أفضل الممارسات في تطوير الويب، بل هي ضرورة لضمان التوافقية وتجربة المستخدم المثلى عبر مختلف البيئات والأجهزة. يعتمد نجاح أي موقع إلكتروني أو تطبيق ويب بشكل كبير على مدى توافقه مع المتصفحات الشائعة مثل Google Chrome وFirefox وSafari وEdge وOpera، بالإضافة إلى المتصفحات الأقل استخداماً في بعض الحالات الخاصة مثل Internet Explorer أو المتصفحات الموجودة ضمن أنظمة مخصصة.
يُعد فهم كيفية التحقق من دعم خاصية معينة خطوة أساسية في عملية تطوير الواجهة الأمامية، سواء تعلّق الأمر بخصائص CSS، أو واجهات JavaScript، أو حتى APIs جديدة في HTML5 أو WebAssembly. في هذا المقال، يتم تقديم تحليل شامل لكافة الأدوات والمنهجيات الحديثة التي تتيح للمطورين التحقق بدقة من الخصائص المدعومة في المتصفحات، مع مراعاة الفروقات الزمنية بين نسخ المتصفحات المختلفة والتغيرات المتسارعة في عالم تقنيات الويب.
أهمية التحقق من الخصائص المدعومة في المتصفحات
يهدف التحقق من دعم المتصفح لخاصية معينة إلى منع حدوث أخطاء أو تعطيل في التنسيق والوظائف. على سبيل المثال، إذا استخدمت خاصية Flexbox في CSS دون التأكد من دعمها في المتصفح، فقد تظهر العناصر بطريقة غير مرتبة على المتصفح غير المدعوم، مما يؤثر سلباً على تجربة المستخدم.
بالتالي، فإن التحقق المسبق من الدعم يمكن المطور من اتخاذ قرارات تصميمية وتنفيذية صحيحة، مثل استخدام بدائل، أو تنفيذ فحص شرطي، أو عرض رسالة تحذيرية للمستخدم. كما أنه يساهم في بناء منتجات أكثر صلابة وتوافقاً وشمولية.
أدوات فحص دعم الخصائص في المتصفحات
يوجد العديد من الأدوات الموثوقة التي تساعد المطورين على معرفة ما إذا كانت خاصية معينة مدعومة في المتصفحات. فيما يلي عرض لأهم هذه الأدوات:
1. موقع Can I Use
يُعتبر “Can I Use” المصدر الأشهر على الإطلاق في التحقق من دعم الخصائص الحديثة في المتصفحات. يحتوي الموقع على قاعدة بيانات شاملة تُحدّث باستمرار، وتغطي مجموعة ضخمة من خصائص HTML وCSS وJavaScript وSVG وAPIs الحديثة.
الميزات:
-
عرض بياني لمدى دعم الخاصية عبر المتصفحات المختلفة.
-
تحديد نسخ المتصفحات المدعومة وغير المدعومة.
-
ملاحظات حول الثغرات أو التحسينات الجزئية في تنفيذ الخاصية.
-
خيارات لتصدير المعلومات أو تضمينها في التوثيق.
2. موقع MDN Web Docs
يعد مستودع Mozilla Documentation Network مصدراً موثوقاً وثرياً بالمعلومات حول تقنيات الويب. يحتوي كل توثيق لأي خاصية على جدول تفصيلي يوضح مستوى الدعم عبر المتصفحات.
الميزات:
-
شرح متكامل للخاصية مع أمثلة عملية.
-
جدول دعم يضم المتصفحات الرئيسية، بما في ذلك النسخ القديمة.
-
إشارات إلى الاختلافات في السلوك بين المتصفحات.
-
تحديثات متزامنة مع تطور المواصفات.
3. أداة BrowserStack
تُستخدم BrowserStack لتجربة المواقع فعلياً على نسخ متعددة من المتصفحات وأنظمة التشغيل. يمكن من خلالها التأكد بشكل عملي من سلوك الخاصية، بعيداً عن الجداول النظرية.
الاستخدام:
-
تشغيل الموقع أو التطبيق مباشرة على متصفح معين.
-
مراقبة تنسيق العناصر واستجابة التفاعلات.
-
فحص أداء الخصائص الديناميكية والمعقدة.
تقنيات التحقق البرمجية (Runtime Detection)
لا يكفي الاعتماد على الجداول النظرية، خاصة في التطبيقات التفاعلية أو المعتمدة على التقنيات الحديثة. لذلك، يحتاج المطورون أحياناً إلى كتابة كود مخصص لفحص دعم خاصية معينة في لحظة تنفيذ الكود.
1. باستخدام JavaScript
يمكن استخدام التحقق الشرطي عبر JavaScript لفحص وجود الخصائص في window أو document أو navigator.
مثال لفحص دعم خاصية geolocation:
javascriptif ('geolocation' in navigator) {
// الخاصية مدعومة
navigator.geolocation.getCurrentPosition(...);
} else {
// الخاصية غير مدعومة
alert('ميزة تحديد الموقع غير مدعومة في هذا المتصفح.');
}
2. باستخدام CSS @supports
توفر خاصية @supports في CSS طريقة أنيقة للتحقق من دعم المتصفح لخاصية CSS معينة:
css@supports (display: grid) {
.container {
display: grid;
}
}
@supports not (display: grid) {
.container {
display: block;
}
}
هذه الطريقة تتيح كتابة أنماط بديلة بسهولة ودون اللجوء إلى JavaScript.
3. باستخدام مكتبة Modernizr
Modernizr هي مكتبة مفتوحة المصدر تقوم بفحص مجموعة من خصائص HTML5 وCSS3 وتوفر تقريراً شاملاً عن ما هو مدعوم في المتصفح.
الاستخدام:
-
تحميل نسخة مخصصة من Modernizr.
-
إدراجها في الموقع.
-
استخدام الكلاسات المولدة (مثل
.no-flexbox) أو متغيرات JavaScript (مثلModernizr.flexbox).
حالات خاصة يجب الانتباه لها
هناك بعض الخصائص التي قد تكون مدعومة جزئياً أو بدعم غير موحد، وهنا يجب التعامل بحذر شديد. ومن بين هذه الحالات:
-
الدعم الجزئي: حيث تكون الخاصية مدعومة لكن مع سلوك غير مكتمل أو غير مطابق للمواصفة.
-
الدعم بالبادئات Prefixes: بعض المتصفحات تتطلب إضافة بادئة خاصة للخاصية مثل
-webkit-أو-moz-. -
السلوك غير الموحد: كما في بعض خصائص الإدخال في HTML5 التي تُفسّر بطرق مختلفة حسب المتصفح.
جدول ملخص لفحص بعض الخصائص الشائعة
| الخاصية | فحص CSS @supports | فحص JavaScript | دعم البادئات؟ |
|---|---|---|---|
display: grid |
@supports (display: grid) |
— | لا |
flexbox |
@supports (display: flex) |
— | نعم (قديماً) |
WebRTC |
— | 'RTCPeerConnection' in window |
نعم |
Service Workers |
— | 'serviceWorker' in navigator |
لا |
Geolocation |
— | 'geolocation' in navigator |
لا |
IntersectionObserver |
— | 'IntersectionObserver' in window |
لا |
إدارة التوافق في بيئات الإنتاج
من الممارسات المتقدمة التي تساعد على التعامل الذكي مع دعم الخصائص في المتصفحات:
1. استخدام PostCSS وAutoprefixer
يُعد Autoprefixer من الأدوات التي تقوم بإضافة البادئات اللازمة تلقائياً بناءً على قاعدة بيانات Can I Use. يتم استخدامه غالباً مع PostCSS أثناء مرحلة البناء (Build Process) لتعديل ملفات CSS تلقائياً.
2. استهداف متصفحات معينة عبر أدوات البناء
يمكن تحديد المتصفحات المستهدفة باستخدام ملفات التكوين مثل browserslist:
txt> 0.5% last 2 versions not dead
تُستخدم هذه الإعدادات من قبل أدوات مثل Babel، Autoprefixer، وwebpack لتخصيص الإخراج بناءً على الدعم الفعلي.
أهمية الاختبار اليدوي والفحوصات التلقائية
رغم وفرة الأدوات والطرق الآلية، فإن التجريب اليدوي ما يزال ضرورياً خصوصاً في حالات المعالجة الرسومية والتفاعل مع المستخدم. يُوصى باستخدام أدوات مثل:
-
Lighthouse من Google لتحليل الأداء وتجربة المستخدم.
-
Selenium لإجراء اختبارات تلقائية على واجهات الاستخدام.
-
CrossBrowserTesting لتجربة التوافق بين المنصات.
الاستنتاج الفني
التحقق من دعم الخصائص في المتصفحات لم يعد خياراً ثانوياً، بل ضرورة أساسية في عملية تطوير تطبيقات الويب الحديثة. من خلال الاعتماد على أدوات مثل Can I Use، ومكتبة Modernizr، والتحقق البرمجي المباشر، يمكن للمطور أن يبني تطبيقات قوية ومتوافقة تعمل بسلاسة عبر مختلف البيئات. في الوقت نفسه، يُعد تضمين بدائل ذكية، وتطبيق fallback strategies، ومتابعة مستجدات المتصفحات، جزءاً لا يتجزأ من مهنة التطوير الاحترافي.
المراجع:

