صلاة الشفع والوتر: شرح مستفيض لكيفية أداء هاتين الصلاتين وأحكامهما
تعد صلاة الشفع والوتر من أهم الصلوات النفل التي يتميز بها المسلم في عبادته اليومية، حيث يعتبران من السنن المؤكدة التي يُستحب للمسلم المواظبة عليهما بعد أداء الصلاة المفروضة. صلاة الشفع والوتر تمثلان جزءاً أساسياً من الروتين العبادي للمسلم، وتنطوي على فضائل عظيمة وأجر كبير، إذ ورد في الحديث النبوي الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله وتر يحب الوتر”.
مفهوم صلاة الشفع والوتر
صلاة الشفع: تعني الصلاة التي يُصلى فيها عددٌ زوجي من الركعات، وسبب تسميتها بالشفع هو أنها تأتي في الزوجية. في العادة، تكون صلاة الشفع هي الصلاة التي تسبق صلاة الوتر، ومن أشهر صلواتها هي ركعتان من نفل الليل.
صلاة الوتر: هي الصلاة التي تأتي في آخر الليل، ويُصلى فيها عددٌ فردي من الركعات، ويبدأ الوتر بعد صلاة العشاء مباشرة. تأتي تسميتها من كونها تصلى بركعة فردية، حيث أن الوتر في اللغة يعني العدد الفردي.
تؤدى صلاة الشفع والوتر في الليل، ويختلف توقيتها بناءً على الاختيارات الشخصية للإنسان، فقد يؤديها المسلم بعد صلاة العشاء مباشرة، أو بعد أن ينام ثم يقوم للتهجد. في كل الأحوال، تظل هذه الصلاة من أعظم الطاعات.
فضل صلاة الشفع والوتر
صلاة الشفع والوتر لها فضائل عظيمة في الشريعة الإسلامية. فهي من النوافل التي يُحبها الله تعالى، ولها أثر بالغ في حياة المسلم. ومن أبرز فضائل هذه الصلاة:
-
شرف القبول عند الله: صلاة الوتر تعد من أبرز صلوات النفل التي تقرب المسلم من الله تعالى وتزيده في قربه ورحمته.
-
إحياؤها لسنن الليل: بالنظر إلى أن صلاة الشفع والوتر تُصلى في الليل، فإنها تمثل إحياء لساعة من ساعات الليل، وهو وقت مبارك يعزز فيه الدعاء ويستجاب فيه.
-
صلاة الوتر تقضي على ذنوب المسلم: ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاة الوتر تُكفر الذنوب الصغيرة، وتعد فرصة عظيمة للتوبة والاعتراف بالذنب.
-
تعزيز العلاقة مع الله: تكرار أداء صلاة الشفع والوتر يساعد في بناء علاقة وطيدة مع الله، حيث تكون هذه الصلاة جزءًا من الإيمان والعمل الصالح.
كيف تؤدى صلاة الشفع والوتر؟
1. النية:
قبل البدء في الصلاة، يجب على المسلم أن ينوي أداء صلاة الشفع أو الوتر. يمكن النية بقلبه دون أن يتلفظ بها. النية مهمة لأن الصلاة بنيّة تكون أقرب لقبول الله.
2. كيفية أداء صلاة الشفع:
تتكون صلاة الشفع من ركعتين أو أكثر، حيث يُصلي المسلم ركعتين نافلة من النفل. يمكن أداء هذه الصلاة فردياً، أو جماعياً، على حسب قدرة الشخص وظروفه.
-
الركعة الأولى: يبدأ المسلم الصلاة كما في كل صلاة نافلة، حيث يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة أي سورة من سور القرآن الكريم، مثل سورة الإخلاص أو سورة الفلق أو سورة الناس.
-
الركعة الثانية: في هذه الركعة، يتم تكرار نفس الطريقة، أي قراءة الفاتحة وسورة قصيرة بعد ذلك.
عند الانتهاء من الصلاة، يجب على المسلم أن يسلم.
3. كيفية أداء صلاة الوتر:
-
الركعة الأولى: تبدأ صلاة الوتر كما في الصلاة العادية، من خلال قراءة الفاتحة وسورة قصيرة بعدها.
-
الركعة الثانية: يكرر المسلم نفس الأمر، أي قراءة الفاتحة وسورة قصيرة.
-
الركعة الثالثة (الوتر): في هذه الركعة، يصلي المسلم بفاتحة الكتاب، ثم يقوم بقراءة سورة قصيرة، مثل سورة الإخلاص أو سورة الفلق أو غيرها، ثم بعد الركوع، يقوم برفع يديه ويقول: “اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، ومن عذابك، ومن شر عبادك، ومن فتنة المحيا والممات”، ثم يكمل صلاته بالتسليم بعد السجود.
من المستحب في صلاة الوتر أن يُختم بالدعاء. فيمكن للمسلم أن يدعو بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة بعد الانتهاء من الصلاة.
عدد الركعات في صلاة الشفع والوتر
-
عدد ركعات الشفع: في صلاة الشفع يُصلى المسلم عادة ركعتين أو أكثر، حيث يمكن أن يُصلي أربع ركعات، ثمانٍ أو أكثر حسب رغبته. من المهم أن يكون عدد الركعات فيها زوجياً.
-
عدد ركعات الوتر: أما صلاة الوتر فتُصلى بركعة واحدة فردية بعد الشفع، أو ثلاث ركعات فردية حسب ما يفضله المسلم. لكن الأكثر شيوعاً هو أن يُصلى المسلم ركعة واحدة على الأقل.
وقت أداء صلاة الشفع والوتر
تُؤدى صلاة الشفع والوتر عادة في آخر الليل، بعد صلاة العشاء. لكن يمكن أداؤها بعد صلاة العشاء مباشرة، أو في أي وقت من الليل قبل الفجر. يُفضل للمسلم أن يترك صلاة الوتر إلى آخر الليل لزيادة الأجر والبركة، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل”.
حكم صلاة الشفع والوتر
صلاة الشفع والوتر من النوافل المؤكدة في الإسلام، فهي ليست من الواجبات لكنها من السنن التي يُستحب للمسلم المواظبة عليها. وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله وتر يحب الوتر”. ومن هذا الحديث يتضح أهمية صلاة الوتر وفضلها الكبير في حياة المسلم.
حكم من ترك صلاة الشفع والوتر
من ترك صلاة الشفع والوتر بغير عذر، فإنه قد فاته أجر عظيم، لكنه لا يكون آثماً. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يُواظب على صلاة الشفع والوتر في بعض الأحيان بسبب ظروف السفر أو المرض، وكان يقول في هذه الحالة: “من شاء فليصلِ، ومن شاء فليترك”.
الحكمة من صلاة الشفع والوتر
صلاة الشفع والوتر تمثل وسيلة لزيادة القرب من الله تعالى. فهي ليست مجرد صلاة نفل، بل هي تقرب الإنسان إلى الله بالعبادة والطاعة. كما أن هذه الصلاة تربي المسلم على المواظبة على الأعمال الصالحة وتعليمه كيفية تخصيص وقت للعبادة في وسط مشاغل الحياة اليومية.
