في إحدى الزوايا النائية للكون، تبرز كوكبٌ غامض يُعرف بـ “كيبلر-994 ب”. إنه عالمٌ آخر يندرج ضمن فئة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “الأرض الفائقة”، والتي تظهر كمستعرض فريد لأسرار الكون وتعقيداته. يتألق هذا الكوكب البعيد ببريق ساطع يبلغ 15.046 درجة نجمية، مما يجعله نقطة متلألئة في سماء الليل اللامتناهي.
تتميز “كيبلر-994 ب” بمسافة هائلة تبلغ 614.0 سنة ضوئية عن الأرض، مما يجعلها بعيدة جدًا وتحديًا لعلماء الفضاء الراغبين في فهم أسرار هذا العالم الغامض. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2016 عبر طريقة العبور، حيث قام بتخطي مسار نجمه الأم بشكل دقيق، مما أدى إلى تظليل لحظي يمكن قياسه ودراسته.
بالنظر إلى تفاصيل الكوكب، نجد أنه يحمل عبءًا ثلاثة أضعاف كتلة الأرض، مما يمنحه ثقلًا فلكيًا يختلف تمامًا عن الكواكب الأرضية الاعتيادية. وبالنسبة للقطر، يظهر “كيبلر-994 ب” بأبعاد تشبه إلى حد كبير تلك التي نعرفها على وجه الأرض، حيث يبلغ ضعف ونصف قطر الكوكب الغامض مقارنةً بكوكبنا.
تأخذ هذه الرحلة العلمية المثيرة للكواكب الفائقة منحىً جديدًا عند النظر إلى معامل الكتلة والقطر بالنسبة للأرض، فنجد أنه يتمتع بمعامل كتلة يصل إلى 3.19 مرة كتلة الأرض، في حين يكون معامل القطر 1.6 مرة قطر الأرض. هذه الاختلافات تبرز الغرابة والتنوع الذي يمكن أن يكون موجودًا في تشكيلات الكواكب في أنحاء الكون.
تدور “كيبلر-994 ب” حول نجمه الأم على بعد قدره 0.0177 وحدة فلكية، ويستغرق فقط 0.003285421 يومًا لاكتمال دورته الدورية حول النجم. تعتبر هذه الفترة الزمنية القصيرة مظهرًا آخر من جوانب الغموض التي تحيط بهذا العالم الفضائي الفريد.
تميزت عملية اكتشاف هذا الكوكب باستخدام طريقة العبور، حيث تم رصد التظليل الدقيق لنجمه الأم أثناء مرور الكوكب أمامه. هذه التقنية المعقدة تسمح للعلماء بتحليل تأثير الكوكب على الضوء المنبعث من النجم، ومن ثم فهم الخصائص الفيزيائية والجيولوجية له.
في النهاية، يظهر كوكب “كيبلر-994 ب” كجوهرة فضائية في مجموعة الكواكب الفائقة، حيث يجمع بين الغموض والتعقيد والجمال في نفس الوقت. إن فهم هذا العالم البعيد يمثل تحديًا مثيرًا لعقول علماء الفضاء ويفتح أفقًا جديدًا لاستكشاف أعماق الكون والكشف عن أسراره العظيمة.