في أعماق السماء، تتناثر النجوم والكواكب كجواهر لامعة ترتسم على قماش الليل، ومن بين هذه اللآلئ الفضائية تبرز نجم يحمل اسم “كيبلر-1542”. إنه عالم مجهول يقع على بُعد يفوق الخيال، حيث تمتد الأمكنة المجهولة وتنادينا لاستكشاف أسرارها.
في العام 2016، أعلن العلماء عن اكتشاف غريب ومثير في هذا الكوكب البعيد، الذي أُطلق عليه اسم “كيبلر-1542 c”. تم تحديد المسافة بينه وبيننا بحوالي 1302 وحدة فلكية، مما يضعه في الزاوية البعيدة والمظلمة للكون. يتميز النجم المضيء الذي ينتمي إليه هذا الكوكب بسطوع يبلغ 12.734 درجة، ما يجعله ضياءًا خافتًا في سماء الليل.
لكن الجوهر الحقيقي يكمن في تكوين هذا العالم الفضائي البديع. يعد “كيبلر-1542 c” من الكواكب الصخرية، أو ما يُعرف بالكواكب العريضة، حيث يشترك في تلك الفئة النادرة من الكواكب التي تتميز بطابع أرضي. لا يكتفي هذا الكوكب بأن يكون مجرد نقطة بيضاوية في السماء، بل يحمل معه سرًا خفيًا.
تأتي معلومات إضافية تكشف عن السر الثاني لهذا العالم السماوي، حيث يتمتع “كيبلر-1542 c” بكتلة تعادل 0.208 كتلة الأرض. إن وزنه الخفيف يلفت الانتباه إلى جوانب مذهلة من الطبيعة الفيزيائية لهذا الجسم السماوي. وعلى صعيد آخر، يُقدر نصف قطره بحوالي 0.65 من نصف قطر الأرض، مما يكسبه شكلًا مميزًا وغامضًا على حد سواء.
تدور “كيبلر-1542 c” حول نجمه الأم بمسافة تبلغ 0.0389 وحدة فلكية، في رقصة فلكية تتخللها ألوان وأنغام مختلفة. تتكامل هذه الرحلة الفلكية في فترة دوران قدرها 0.007939767 عام، حيث يكمن جمال الانسجام الكوني في هذه الحركة الراقصة.
تظهر الأرقام والقياسات التي تمثل هذا الكوكب البعيد في سجلاتنا الفضائية بدقة فائقة، مما يضفي على هذه الرحلة الخيالية مزيدًا من الرونق. لم يكتفِ “كيبلر-1542 c” بالإعلان عن وجوده عبر تألقه في أفق الفضاء، بل كشف عن نفسه بواسطة طريقة استشعار فريدة، وهي “طريقة العبور”، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم ويخفض من درجة سطوعه بشكل مؤقت، ما يتيح للعلماء فرصة استكشافه والتعرف على أسراره الخفية.
إن “كيبلر-1542 c” يشكل تحفة فلكية لا تضاهى في عالم الكواكب البعيدة، ويرفع الستار عن أسرار لا تزال في انتظار الكشف عنها. إنها رحلة إلى عالم الخيال الفضائي، حيث يلتقي الحقيقي بالخيال، وتتلاقى الألوان والأصوات في سماء تنبض بالحياة والغموض.