في إحدى الزوايا البعيدة والمهيبة للفضاء اللانهائي، تتسارع عجلة الاستكشاف الفلكي لتكشف لنا عن أسرار الكواكب البعيدة. من بين هذه الكواكب الساحرة والمذهلة، نجد “كيبلر-1515 ب”، هذا العالم الغامض الذي يتلألأ في سماء المجرة كنجم ثانوي، ينير لنا دربنا السماوي بسحره الفريد والمدهش.
يقع كيبلر-1515 ب على بُعد يصل إلى 1759.0 سنة ضوئية، كما يُظهر بسطوع نجمه الأم الذي يبلغ 12.1 درجة حسب المقياس المغناطيسي، ما يجعله نجمًا متوسطًا من حيث اللمعان. ولكن المدهش حقًا هو العالم الذي يدور حول هذا النجم، فهو ليس سوى عملاق غازي، يُعرف بأنه “عملاق الغاز”، ويحمل معه أسرار لا يمكن تصديقها إلا عندما نستوعب جمال الكون.
تم اكتشاف كيبلر-1515 ب في عام 2016، ومنذ ذلك الحين، أصبح محط اهتمام العديد من العلماء والباحثين الذين يحاولون فهم أسراره الكونية. يعتبر الكوكب عبارة عن نسخة مصغرة من المشتري، حيث يبلغ معامل كتلته 0.208 مقارنة بكتلة المشتري، مما يكشف عن طابعه الغازي الذي يجعله يتلاءم تمامًا مع تصنيف “عملاق الغاز”.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن الكوكب يتميز بأبعاد فريدة، حيث يبلغ قطره 0.852 مرة قياسي مشتري، ما يعكس تنوع الأحجام والتراكيب داخل الكواكب خارج نظامنا الشمسي. على الرغم من حجمه الضخم، يتحرك كيبلر-1515 ب في مدار متوسط يقدر بـ 0.7655 وحدة فلكية، ويستغرق فقط 0.5867214 يومًا لاكتمال دورته حول نجمه الأم، ما يبرز الديناميات المعقدة لحركة الكواكب في هذا النظام البعيد.
تميز آخر لهذا العالم الفلكي الرائع يتمثل في انعدام التشوه في مداره، حيث يتحرك بدوران دائري تقريبي دون أن يظهر أي انحراف في مساره. وكانت وسيلة اكتشافه هي من خلال طريقة العبور أو الترانزيت، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، ما يسبب تغيُّرًا طفيفًا في سطوع النجم، ويكشف عن وجود الكوكب بشكل غير مباشر.
إن كيبلر-1515 ب يثير الفضول والتساؤلات حول أسراره، ويمثل نقطة تحفيز للعلماء لاستكشاف المزيد حول هذا العالم الساحر الذي يدور في أعماق الفضاء اللامتناهي، مضيئًا لنا الطريق إلى أبعد الحدود في عالم الكواكب البعيدة.