خارج المجموعة الشمسية

كيبلر-148 دي: جمال عميق في الكون

في الأعماق السحيقة للكون، تتناثر الكواكب كألوان نجومية في سماء الفضاء اللانهائي، ومن بين هذه العوالم الساحرة تبرز كوكب يحمل اسم “كيبلر-148 دي”. يتمتع هذا الكوكب بجاذبية فريدة تمتزج مع ألوانه الساحرة وتأخذنا في رحلة عبر أبعاد الكون المجهول.

يتوسط هذا العملاق الغازي الذي يعد جزءًا من نوع الكواكب العملاقة الغازية، مسافة تبلغ 2581.0 سنة ضوئية عنا، وهو يظهر بوضوح في سماء الليل برغم معدل السطوع النجمي الذي يبلغ 15.398 درجة. اكتشف هذا الكوكب الرائع في سنة 2016، حيث أضاء نجمه الأم بإشارة قوية إلى وجود هذا العالم الفريد في نظامه.

تبرز سمات “كيبلر-148 دي” من خلال مجموعة من القياسات التي تجعله يتفرد بين أقرانه في السماء الليلية. إذ يتميز بكتلة تعادل 0.177 من كتلة المشتري، مما يجسد وزنه الفائق ويضفي له هيبة لا مثيل لها. بالنظر إلى قطره، يبلغ ذلك الكوكب 0.774 من قطر المشتري، ما يجعله يتألق بحجم يلفت الأنظار ويثير الدهشة.

تتميز المدارات الساحرة لـ “كيبلر-148 دي” بشكل لافت، حيث يكمن على بُعد 0.2607 وحدة فلكية من نجمه الأم. ويستغرق الكوكب فقط 0.14182067 يومًا ليكمل دورته حول نجمه، ما يجسد رقصة فلكية تتحدى الزمن والمكان. تكمل هذه الرقصة الكواكبية بلا تشويش، حيث يظهر استقامة المدار بقيمة الاستدارة تقترب من الصفر، مما يشير إلى استقرار وتوازن يعكسان جمال وتناغم الحياة في هذا النظام الفلكي الرائع.

تم اكتشاف “كيبلر-148 دي” باستخدام طريقة العبور الكوكبي، حيث قام بتظليله لنجمه الأم أثناء مروره أمامه. هذه الطريقة الدقيقة تعكس التكنولوجيا المتطورة التي نستخدمها لاستكشاف أسرار الكون، وتجسد التلاقي بين الفضاء والعلم الحديث.

بهذا الوجود الساحر والفريد، يظل “كيبلر-148 دي” نموذجاً مذهلاً لعظمة الكون وتعقيداته، حيث يتجلى فيها الجمال الطبيعي لهذا العالم الفضائي الذي يحمل في طياته أسراراً تنتظر الكشف.