ببروبيون / نالتريكسون: علاج فعال لفقدان الوزن ولكن مع بعض التحديات
يعد دواء “ببروبيون / نالتريكسون” (الاسم التجاري: كونتراف – Contrave) من العلاجات الحديثة المستخدمة في مساعدة المرضى على فقدان الوزن، حيث تم اعتماده من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في السادس من أغسطس لعام 2017، ليكون خيارًا معتمدًا لمعالجة السمنة، خاصة لأولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة أو زيادة الوزن المرتبطة بمشاكل صحية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري من النوع الثاني. يعتمد الدواء في آلية عمله على الجمع بين مركبين فعالين هما “ببروبيون” و”نالتريكسون”، حيث يعمل الأول كمضاد للاكتئاب ولزيادة الطاقة، بينما يساعد الثاني في تقليل الرغبة في تناول الطعام.
مكونات الدواء وآلية عمله
يتكون دواء كونتراف من مادتين نشطتين: ببروبيون ونالتريكسون.
-
ببروبيون هو مضاد للاكتئاب يؤثر على المواد الكيميائية في الدماغ مثل الدوبامين والنورإبينفرين، ويساعد في التحكم في الرغبة في الطعام والشعور بالإشباع.
-
نالتريكسون هو دواء يستخدم عادة لعلاج اضطرابات تعاطي المواد المخدرة والكحول، حيث يعمل على تقليل الرغبة في تناول الطعام عن طريق التأثير على مسارات المكافأة في الدماغ.
عند دمجهما معًا في دواء واحد، يساهم هذان العنصران في تقليل الشهية، زيادة حرق الدهون، وتحسين استجابة الجسم لفقدان الوزن بطريقة آمنة أكثر من العلاجات التقليدية.
فعالية الدواء
منذ إطلاقه في السوق، شهد دواء كونتراف بعض النتائج المبدئية المشجعة، حيث أشارت الدراسات السريرية إلى أن المرضى الذين تناولوا الدواء سجلوا انخفاضًا في الوزن يصل إلى 5-10% من وزنهم الإجمالي بعد عدة أشهر من العلاج. مع ذلك، فإن فعالية الدواء قد تختلف من شخص لآخر بناءً على عدة عوامل مثل العمر، الحالة الصحية العامة، ومستوى النشاط البدني.
التجربة الشخصية مع كونتراف
رغم النتائج الإيجابية لبعض المرضى، فقد أبدى العديد منهم بعض الشكوك والمخاوف بشأن الآثار الجانبية المرتبطة بتناول الدواء. أحد المراجعات التي تم نشرها على الإنترنت من قبل أحد المرضى يسلط الضوء على تجربته السلبية في بداية العلاج: “اليوم الأول على كونتراف، شعرت بالدوار، الغثيان، والتعب. كان قلبي ينبض بسرعة، وكنت أتمنى لو لم أبدأ العلاج اليوم. لا أعتقد أنني أستطيع التحمل هذه الآثار الجانبية التي يُقال إنها ستختفي مع الوقت. كنت أتناول الفينترمين في الأشهر الأخيرة، وكنت أحصل على نتائج رائعة. قال لي طبيبي أنه لا يمكنني الاستمرار على الفينترمين لفترة طويلة، لذا انتقلنا إلى كونتراف. لست متأكدًا من ماذا أفعل الآن بعد أن كانت الآثار الجانبية شديدة جدًا”.
هذه المراجعة تبرز بعض الآثار الجانبية التي قد يواجهها المرضى في بداية العلاج، مثل الشعور بالدوار والتعب، وزيادة معدل ضربات القلب. على الرغم من أن هذه الآثار الجانبية يمكن أن تكون مؤقتة، إلا أنها قد تكون مصدر قلق للعديد من المرضى الذين يعانون من حساسيات تجاه الأدوية.
الآثار الجانبية
تتفاوت الآثار الجانبية المحتملة لدواء كونتراف بين المرضى، ولكن الآثار الأكثر شيوعًا تشمل:
- الدوار والغثيان: وهي من الآثار الشائعة في الأسابيع الأولى من العلاج، وقد تشكل تحديًا للمرضى الذين لا يتحملون هذه الأعراض.
- التعب والإرهاق: قد يشعر بعض المرضى بالتعب الشديد، مما يؤثر على قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية.
- زيادة معدل ضربات القلب: قد يحدث تسارع في نبضات القلب عند بعض المرضى، خاصة في الأسابيع الأولى.
- أرق واضطرابات النوم: قد يعاني بعض المرضى من صعوبة في النوم بسبب التأثيرات المنشطة لببروبيون.
- زيادة خطر الإصابة بالصرع: على الرغم من أن هذا الأثر نادر، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من تاريخ مرضي للصرع يجب عليهم تجنب هذا العلاج.
التقييم والفعالية
على الرغم من بعض التجارب السلبية في بداية العلاج، إلا أن العديد من المرضى الذين استمروا في تناول الدواء لفترة أطول شهدوا تحسنًا كبيرًا في مستويات وزنهم بشكل تدريجي. في تقييم عام لفعالية الدواء، قد يحصل كونتراف على تصنيف متوسط من المرضى بسبب مزيج من الفوائد والآثار الجانبية. قد يصل تصنيف الفعالية إلى حوالي 3 من 5 نجوم بناءً على التجارب الأولية لبعض المرضى، حيث يشعر البعض أن الدواء يساهم في تقليل الشهية ويساعد على خسارة الوزن، بينما يواجه آخرون تحديات في التعامل مع الآثار الجانبية المزعجة.
متى يجب استخدام دواء كونتراف؟
يُوصى باستخدام دواء كونتراف للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة المفرطة، خاصة إذا كانوا يعانون من أمراض مصاحبة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري من النوع الثاني. يجب أن يتم تناول الدواء بالتوازي مع تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة، مثل زيادة النشاط البدني واتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية. يُنصح بمتابعة الطبيب بشكل دوري أثناء فترة العلاج لتقييم الاستجابة والتأكد من عدم وجود أي آثار جانبية خطيرة.
ملاحظات هامة
- يجب أن يتم استخدام كونتراف تحت إشراف طبي دقيق، خاصة في حالات المرضى الذين يعانون من أمراض القلب أو اضطرابات عقلية.
- ينبغي على المرضى الذين يعانون من تاريخ مرضي للصرع أو اضطرابات في الكبد أو الكلى تجنب استخدام الدواء.
- يُفضل عدم استخدام كونتراف في حالة الحمل أو الرضاعة.
الخلاصة
دواء “ببروبيون / نالتريكسون” أو “كونتراف” يمثل خيارًا حديثًا في علاج السمنة ويظهر بعض الفعالية في مساعدة المرضى على فقدان الوزن، لكن، كما هو الحال مع أي علاج دوائي، لا بد من الأخذ في الاعتبار الآثار الجانبية المحتملة التي قد تؤثر على بعض المرضى في بداية العلاج. مع الوقت والاستمرار في العلاج، يمكن أن يخفف المرضى من بعض هذه الآثار الجانبية، في حين أن آخرين قد يجدون أن الفوائد تفوق المخاطر. مهم جدًا أن يتم تناول هذا الدواء تحت إشراف طبي دقيق وبالتوازي مع تغييرات صحية في النظام الغذائي والنشاط البدني لضمان تحقيق النتائج المرجوة.