مقال عن دواء كونتراف (Contrave) لعلاج السمنة: الفعالية، التجارب الشخصية، وطرق الاستخدام
يعد دواء كونتراف (Contrave) من العلاجات المستخدمة بشكل رئيسي لمكافحة السمنة، وهو يحتوي على مزيج من مادتين فعالتين، هما نالتريكسون (Naltrexone) و بوبروبيون (Bupropion)، واللتين تعملان معًا للتحكم في الشهية وزيادة مستويات الطاقة. تم تطوير هذا الدواء لتحسين التحكم في الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، ويمثل خيارًا علاجيًا للأشخاص الذين فشلوا في السيطرة على وزنهم عبر النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية فقط.
معلومات أساسية عن دواء كونتراف
تمت الموافقة على دواء كونتراف من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 20 أكتوبر 2015، ويُستخدم بشكل رئيسي لعلاج السمنة لدى البالغين الذين يعانون من زيادة في الوزن ويعانون من مشكلات صحية مرتبطة بالسمنة مثل مرض السكري من النوع الثاني أو ارتفاع ضغط الدم. يتطلب الأمر وصفة طبية لشراء هذا الدواء، وقد تم وصفه للمرضى في 16 مناسبة، وفقًا للبيانات المتاحة.
يتوافر الدواء على شكل أقراص تؤخذ عن طريق الفم، ويعمل من خلال التأثير على نظام الدماغ للتحكم في الشهية، كما أن له تأثيرات على تحسين التمثيل الغذائي وتحفيز الطاقة. ومع ذلك، يجب أن يتم استخدامه بالتوازي مع اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية، حيث لا يُعتبر الدواء حلاً منفردًا للسمنة.
كيفية عمل دواء كونتراف
يحتوي دواء كونتراف على مادتين فعالتين:
-
نالتريكسون (Naltrexone): وهي مادة تستخدم عادة في علاج الإدمان على الكحول والمخدرات. في دواء كونتراف، تساعد نالتريكسون في تعديل الشهية عن طريق التأثير على مراكز الدماغ المرتبطة بالشعور بالجوع.
-
بوبروبيون (Bupropion): هو دواء مضاد للاكتئاب يُستخدم أيضًا لتحسين مستويات الطاقة والمزاج. يعمل بوبروبيون على زيادة مستويات الدوبامين والنورإبينفرين في الدماغ، مما يساعد على تقليل الرغبة في تناول الطعام وزيادة النشاط البدني.
يعمل المزيج بين هاتين المادتين على تحفيز فقدان الوزن من خلال تعديل توازن المواد الكيميائية في الدماغ التي تتحكم في الشهية والتمثيل الغذائي.
تجربة المريض: مراجعة من أماندا
تروي أماندا، وهي امرأة تبلغ من العمر 39 عامًا ولديها ابنة تبلغ من العمر 13 عامًا، تجربتها مع دواء كونتراف فيقول: “قبل أن أبدأ تناول كونتراف، كان وزني 211 رطل (حوالي 95 كيلوغرامًا) وكان طولي 5 أقدام و3 بوصات. بدأت في تناول الدواء في 26 سبتمبر 2015. وحتى الآن، بعد 3 أسابيع من بدء العلاج، فقدت 6 أرطال فقط، وهو أقل من المتوقع، ولكنني لاحظت بعض التغييرات الهامة في جسمي.”
تضيف أماندا أنها لم تعاني من الغثيان أو الصداع، وهو أمر يُعتبر من الآثار الجانبية الشائعة لهذا الدواء، ولكنها تعتقد أن السبب في ذلك هو أنها كانت تتناول الدواء بعد 30 دقيقة من تناول الطعام، مما قلل من هذه الآثار. على الرغم من ذلك، لاحظت بعض الآثار الجانبية مثل:
- ضعف في الرقبة: حيث شعرت بأنها غير قادرة على تحريك رقبتها بشكل طبيعي، وهو ما أثار قلقها.
- الجوع المستمر: على الرغم من أن الدواء يهدف إلى تقليل الشهية، فقد شعرت أماندا بالجوع بشكل أكبر.
- تشنجات عضلية: شعرت بتقلصات عضلية صغيرة في جسمها عند الاستلقاء في السرير، وهي واحدة من الآثار الجانبية التي قد يعاني منها بعض الأشخاص.
- ضعف الطاقة: شعرت بقلة الطاقة، رغم أن البعض الآخر قد يشعر بتحسن في مستويات الطاقة عند تناول الدواء.
- تحسن الذاكرة: لاحظت أماندا تحسنًا في ذاكرتها، وهو أمر إيجابي بالنسبة لها.
- تحسن في شكل البطن: بدأت أماندا تلاحظ أن بطنها أصبح أكثر مسطحة، وهو ما يعتبر من الآثار الجانبية المفيدة.
إلى جانب ذلك، قالت أماندا إنها شعرت بتأثير الدواء على رؤيتها في بعض الأحيان، حيث أصبحت ترى الأشياء بشكل غير واضح أو مشوش.
فعالية دواء كونتراف وتقييمه
بناءً على تجارب المرضى مثل أماندا، يمكننا أن نرى أن تأثير دواء كونتراف يختلف من شخص لآخر. في حالتها، فإن فقدان 6 أرطال في 3 أسابيع ليس بالكثير، لكن أماندا لاحظت تحسنًا في بعض الجوانب الأخرى مثل الذاكرة وتحسين شكل الجسم.
من حيث تقييم فعالية الدواء، تم تصنيفه بـ 5 من 10 من قبل أماندا، وهو ما يعكس عدم الرضا التام عن النتائج. على الرغم من أنها لم تشعر بالآثار الجانبية الشائعة مثل الغثيان، إلا أن الجوع المستمر والشعور بالتعب جعلها تشعر بأن الدواء ليس الحل المثالي بالنسبة لها.
الآثار الجانبية المحتملة لدواء كونتراف
كما هو الحال مع العديد من الأدوية، فإن دواء كونتراف له مجموعة من الآثار الجانبية التي قد تحدث أثناء استخدامه. تشمل هذه الآثار:
- الغثيان والقيء: قد يعاني البعض من الغثيان في بداية العلاج، خاصة إذا لم يتم تناول الدواء بعد الطعام.
- الصداع: يعاني بعض المرضى من صداع متكرر أو شديد.
- الأرق: في بعض الحالات، قد يؤدي بوبروبيون إلى صعوبة في النوم.
- زيادة خطر النوبات: نظرًا لأن بوبروبيون قد يزيد من خطر النوبات في بعض الأشخاص، يجب توخي الحذر إذا كان المريض يعاني من تاريخ مرضي يشمل نوبات أو اضطرابات نفسية.
من المهم أن يتم استخدام الدواء تحت إشراف طبي دقيق للتأكد من أن الآثار الجانبية لا تؤثر سلبًا على صحة المريض.
كيفية الاستخدام
يجب أن يتم تناول دواء كونتراف وفقًا للتوجيهات الطبية، مع مراعاة تناول الدواء بعد الطعام لتقليل احتمالية حدوث الآثار الجانبية مثل الغثيان. تتطلب الخطة العلاجية عادة تناول قرص واحد صباحًا وقرص آخر مساءً، مع زيادة الجرعة تدريجيًا وفقًا لما يوصي به الطبيب.
خلاصة
دواء كونتراف يعد خيارًا علاجيًا شائعًا للأشخاص الذين يعانون من السمنة ويرغبون في فقدان الوزن. ومع ذلك، يجب أن يتم استخدامه تحت إشراف طبيب مختص ومراقبته بعناية بسبب الآثار الجانبية المحتملة. نتائج استخدام هذا الدواء قد تختلف من شخص لآخر، وقد يجد بعض المرضى أنه فعال بينما لا يحقق الآخرون النتائج المرجوة. إذا كنت تفكر في استخدام دواء كونتراف، من المهم أن تستشير طبيبك لتحديد ما إذا كان مناسبًا لك، ولا تتوقف عن اتباع نمط حياة صحي يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا وممارسة التمارين الرياضية.