الأدوية و العقاقير الطبية

كونتراف لعلاج السمنة

مقال عن دواء “كونتراف” (Contrave) لعلاج السمنة: الاستخدام، التجارب، الفعالية، والموافقة

يُعتبر دواء “كونتراف” (Contrave) واحدًا من العلاجات الطبية المعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في معالجة السمنة المفرطة. يتألف هذا الدواء من مزيج من مادتين فعالتين هما “نالتريكسون” (Naltrexone) و”بوبروبيون” (Bupropion)، اللتين تعملان بشكل متكامل على تقليل الرغبة في تناول الطعام والسيطرة على الشهية. يتوفر هذا الدواء على شكل أقراص يتم تناولها عن طريق الفم وهو يستهدف بشكل رئيسي مساعدة المرضى الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن المفرطة في فقدان الوزن بشكل مستدام.

1. تركيب دواء كونتراف

يتكون دواء “كونتراف” من مادتين أساسيتين هما:

  • نالتريكسون (Naltrexone): هي مادة مضادة للمخدرات تُستخدم بشكل رئيسي لعلاج إدمان الكحول والمخدرات. في دواء كونتراف، يعمل النالتريكسون على تقليل الشعور بالرغبة في تناول الطعام عن طريق تأثيره على مناطق في الدماغ مرتبطة بالشعور بالمتعة.

  • بوبروبيون (Bupropion): هو مضاد للاكتئاب يُستخدم عادة لعلاج الاكتئاب والقلق، وهو أيضًا يساعد في تقليل الشهية وزيادة معدل حرق الدهون.

تعمل هاتان المادتان بشكل مشترك على تأثيرات متكاملة في الدماغ، مما يؤدي إلى تحكم أفضل في الشهية وتقليل الرغبة في تناول الطعام، وبالتالي يساعد في فقدان الوزن.

2. آلية عمل دواء كونتراف

عند تناول “كونتراف”، يبدأ مزيج النالتريكسون والبوبروبيون في التأثير على مناطق في الدماغ تتحكم في الرغبة في الطعام والدماغ العاطفي المرتبط بتناول الطعام. هذا يسمح للدواء بالتفاعل مع النظام العصبي المركزي لزيادة تحكم المريض في جوعه ورغباته العاطفية المفرطة نحو الطعام.

  • النالتريكسون يخفف من الاندفاعات التي تدفع الشخص إلى تناول الطعام أكثر من حاجته.
  • البوبروبيون يعزز إنتاج المواد الكيميائية في الدماغ التي تُشعر الشخص بالسعادة والرضا، مما يساعد في تقليل الحاجة للأكل كرد فعل عاطفي.

بفضل هذين العنصرين الفعالين، يعد “كونتراف” علاجًا شائعًا في الأوساط الطبية كحل لمرض السمنة، خصوصًا عندما لا تكون الأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية وحدها كافية.

3. تجارب المرضى مع دواء كونتراف

تعتبر تجارب المرضى مع دواء “كونتراف” متنوعة، حيث أشار العديد منهم إلى فعاليته في تقليل الرغبة في تناول الطعام وزيادة الشعور بالامتلاء. أحد المرضى الذي قام بمراجعة الدواء على أحد المواقع الطبية شارك تجربته قائلاً: “لقد بدأ استخدامي للدواء في اليوم الأول وأنا في حالة وزن مرتفع، حيث كنت أزن 182 رطلًا. في اليوم الأول، كان لدي شعور غريب من الدوار الطفيف الذي اضطرني لأخذ قيلولة في فترة الظهيرة، كما شعرت بالغثيان لكن شرب الكثير من الماء ساعد في تخفيفه. في اليوم الثاني، شعرت بمزيد من الغثيان بسبب شربي للقهوة، لكنني تناولت حبة “بونين” مضادة للغثيان وشربت المزيد من الماء، مما ساعدني على الشعور بتحسن.”

أضاف المريض قائلاً: “على الرغم من أنني كنت أشعر بالجوع، إلا أن هذا كان جوعًا حقيقيًا وليس مجرد تناول للطعام بدافع الملل. في الأيام التالية، تلاشى شعوري بالجوع المفرط، لكنني كنت ما زلت أشعر بالراحة العامة في تناول الطعام بكميات أقل.”

من خلال هذه التجربة، يمكن ملاحظة أن دواء “كونتراف” قد يساعد في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الطعام، ولكن في بعض الحالات قد تحدث آثار جانبية مثل الغثيان والشعور بالدوار، مما يستدعي بعض التعديلات في طريقة تناول الطعام أو الجرعات.

4. فعالية دواء كونتراف في فقدان الوزن

بحسب الدراسات السريرية، يظهر دواء “كونتراف” فعالية ملحوظة في مساعدة الأشخاص على فقدان الوزن بشكل تدريجي ومستدام. في إحدى الدراسات، لوحظ أن المرضى الذين تناولوا “كونتراف” شهدوا انخفاضًا كبيرًا في وزن الجسم مقارنة بأولئك الذين تناولوا دواءً وهميًا. أظهرت الدراسات أيضًا أن المرضى الذين اتبعوا النظام الغذائي الموصى به إلى جانب “كونتراف” تمكنوا من فقدان الوزن بشكل أكثر فعالية.

على الرغم من أن فعالية الدواء قد تختلف من شخص لآخر، فإن معظم المستخدمين أبلغوا عن فقدان متوسط في الوزن يتراوح بين 5 إلى 10% من إجمالي وزن الجسم في فترة تتراوح من 3 إلى 6 أشهر من الاستخدام المنتظم.

5. موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA) وتاريخ الموافقة

تمت الموافقة على دواء “كونتراف” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 19 مارس 2017 كعلاج معتمد للسمنة. هذه الموافقة جاءت بعد نتائج دراسات سريرية مكثفة أثبتت أمان وفعالية الدواء في مساعدة المرضى على فقدان الوزن، مما جعل “كونتراف” خيارًا موثوقًا في العلاج الطبي للسمنة.

6. عدد مرات وصف الدواء

أشارت الإحصائيات إلى أن دواء “كونتراف” قد تم وصفه نحو 11 مرة حتى الآن في العيادات الطبية والمستشفيات، مما يعكس تزايد القبول لدى الأطباء في استخدام هذا العلاج ضمن خطة علاجية شاملة للسمنة. يُوصى الأطباء عادة بدمج “كونتراف” مع تغييرات نمط الحياة مثل النظام الغذائي الصحي والتمارين الرياضية، لضمان الحصول على أفضل النتائج.

7. الآثار الجانبية لدواء كونتراف

مثل أي دواء آخر، قد يصاحب “كونتراف” بعض الآثار الجانبية التي يجب على المرضى توخي الحذر بشأنها. ومن بين هذه الآثار:

  • الغثيان والدوار: يشعر بعض المرضى بالدوار والغثيان في الأيام الأولى من العلاج. عادةً ما تقل هذه الأعراض مع استمرار العلاج.
  • صعوبة في النوم: قد يعاني البعض من اضطرابات النوم بسبب التأثيرات المنشطة للبروبروبيون.
  • الصداع: في بعض الحالات، قد يحدث صداع خفيف كأثر جانبي من استخدام الدواء.

إذا كانت هذه الآثار الجانبية شديدة أو مستمرة، يجب على المرضى التواصل مع الطبيب المعالج لتعديل الجرعة أو النظر في خيارات علاجية أخرى.

8. خاتمة

يعد دواء “كونتراف” خيارًا فعالًا في علاج السمنة لدى العديد من المرضى، خاصةً عندما يُستخدم جنبًا إلى جنب مع تغييرات في النظام الغذائي والنشاط البدني. على الرغم من فوائده في تقليل الشهية والمساعدة في فقدان الوزن، فإنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية التي تتطلب إشرافًا طبيًا مستمرًا. إذا كنت تفكر في استخدام هذا الدواء، يُنصح بالتحدث مع الطبيب لتحديد ما إذا كان مناسبًا لك بناءً على حالتك الصحية واحتياجاتك الشخصية.

من خلال المتابعة المستمرة وتعديل الجرعة عند الحاجة، يمكن أن يساعد “كونتراف” المرضى على الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه على المدى الطويل.