في سماء الفضاء الخارجي، يتألق القمر الصناعي “كومبسات-3A” كأحد الإنجازات الفضائية التي تحمل بين طياتها العديد من المعلومات الثرية والهامة. يندرج هذا القمر الصناعي ضمن إطار الأقمار الصناعية الكورية الجنوبية، حيث يظهر اسمه الرسمي الحالي بوصفه “كومبسات-3A”. وكما يشير الى الإشارة الدولية في سجل الأمم المتحدة، فإن جنوب كوريا هي الدولة أو الهيئة المسجلة لهذا القمر الصناعي.
المسؤولية عن تشغيل وامتلاك “كومبسات-3A” تقع على عاتق معهد أبحاث الفضاء الكوري (KARI)، الذي يعتبر مشغلاً ومالكًا لهذا الإنجاز التكنولوجي الفريد. يجمع القمر الصناعي بين استخدامات حكومية وتجارية، حيث يخدم جهات حكومية وشركات تجارية بفضل قدرته على إجراء المراقبة الفضائية للأرض.
تتنوع أغراض استخدام “كومبسات-3A” في مجال المراقبة الفضائية، إذ يركز بشكل أساسي على مهمة مراقبة الأرض بواسطة التصوير البصري. يعتبر هذا النوع من الصور فعالاً لفهم التغيرات البيئية، والمراقبة الزراعية، والتحليل الأوقيانوغرافي. ومن غير القليل أن يكون له دور استراتيجي وعسكري في توفير صور عالية الدقة قد تكون ذات أهمية في الرصد الاستراتيجي والعمليات العسكرية.
يتحدد مدار “كومبسات-3A” في الفضاء القريب من الأرض، حيث يتواجد في مدار Low Earth Orbit (LEO)، ويعتمد على نوع معين من المدار يسمى Sun-Synchronous Orbit، الذي يجعل القمر الصناعي يمر على نفس النقطة في الفضاء تقريباً عند كل مرة يتحرك فيها حول الكرة الأرضية. يتميز هذا النوع من المدارات بالقدرة على توفير إضاءة شمسية متسقة على سطح الأرض، مما يعزز جودة الصور الملتقطة.
تتميز البيانات الفنية لـ “كومبسات-3A” بالتفصيل والدقة، حيث يبلغ الارتفاع الأدنى للمدار (Perigee) حوالي 522 كيلومتر، بينما يبلغ الارتفاع الأقصى للمدار (Apogee) حوالي 540 كيلومتر. تتميز المدارات بالدقة، حيث يبلغ معامل الانحراف (Eccentricity) حوالي 0.0013، في حين يصل ميل المدار (Inclination) إلى 97.5 درجة. يستغرق القمر الصناعي حوالي 95.25 دقيقة لاجتياز نقطة في مداره حول الأرض.
تمثل البيانات الفنية الإضافية، مثل القوة الكهربائية (Power) البالغة 1300 وات، وتاريخ الإطلاق في 25 مارس 2015، والفترة المتوقعة للخدمة (Expected Lifetime) التي تبلغ 4 سنوات، معلومات هامة تبرز تفاصيل الأداء والتشغيل لهذا القمر الصناعي البارز.
من الجدير بالذكر أيضًا أنه تم إطلاق “كومبسات-3A” باستخدام صاروخ “دنيبر” (Dnepr)، وذلك من قاعدة دومباروفسكي الجوية. تعكس هذه العملية الفضائية الاستثنائية التعاون الدولي والتكنولوجيا المتقدمة التي تلاحظ في المشاريع الفضائية الحديثة.
في ختام هذه السطور، يظهر “كومبسات-3A” كرمز للتقدم التكنولوجي في مجال الأقمار الصناعية، حيث يعزز فهمنا للبيئة والموارد الطبيعية على سطح الأرض، ويلعب دوراً حيوياً في تلبية احتياجات الرصد والمراقبة الفضائية بفضل قدراته المتقدمة والمتعددة.