تُعد الأقمار الصناعية من بين الإنجازات التكنولوجية الرائعة التي أحدثت تحولًا نوعيًا في مجال الرصد والمراقبة على مستوى الأرض. ومن بين هذه الأقمار الصناعية المذهلة تبرز “كومبسات-2″، الذي يعد إنجازًا تقنيًا يحمل في طياته تاريخًا من التفوق والابتكار التكنولوجي. يعد هذا القمر الصناعي نتاج جهود جامعة كوريا لأبحاث الفضاء والطيران (Korea Aerospace Research Institute – KARI)، والذي أظهرته الوثائق الدولية باسم “كومبسات-2”.
فيما يتعلق بالتسجيل الرسمي، فإن “كومبسات-2” يندرج تحت سجل الأمم المتحدة، ويستمد فخر انتمائه من جمهورية كوريا الجنوبية. هذا الإنجاز الكبير للتكنولوجيا الفضائية يجسد القدرة الفعّالة للجهات الحكومية والتجارية على الاستفادة من التقنيات الفضائية لأغراض رصد الأرض وتطوير التكنولوجيا.
“كومبسات-2” تمتلك مواصفات فنية متقدمة، حيث يصل وزنها إلى 800 كيلوغرام، مع توجيهها نحو الأرض بواسطة صاروخ روكوت عند إطلاقها في موقع بايليسيتك الفضائي. يُعتبر نظام القمر الصناعي منخرطًا في مدار منخفض الأرض (LEO)، مما يسمح له بتحقيق دقة عالية في الرصد والتقاط الصور البصرية. تتحرك القمر الصناعي على مدار متجاوب مع الشمس (Sun-Synchronous Orbit)، مما يتيح له توفير صور بجودة عالية على مدار الساعة.
من الناحية البيانية، يتمتع “كومبسات-2” بقدرة استثنائية على التقاط صور فائقة الدقة لسطح الأرض بتقنية التصوير البصري. تُعتبر هذه القدرة البصرية المتطورة للقمر الصناعي أداة قيمة للغاية في مراقبة وتحليل المناطق الجغرافية، سواء للاستخدام الحكومي أو التجاري.
بالإضافة إلى ذلك، تظهر الروح الدولية في هذا المشروع من خلال التعاون الدولي في بناء وتصنيع القمر الصناعي، حيث شاركت الشركات والمؤسسات من كوريا الجنوبية وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا في تحقيق هذا الإنجاز التكنولوجي الفريد.
من الملفت للنظر أن “كومبسات-2” ليس مجرد مشروع تكنولوجي، بل يمثل أداة قوية لمراقبة الأرض وفهمها، وتوفير بيانات دقيقة وشاملة تسهم في التنمية التكنولوجية والاستدامة. يُتوقع أن يستمر هذا القمر الصناعي في الخدمة لمدة زمنية تقدر بحوالي 3 سنوات، وهو ما يبرز التزام الجهات المعنية بتحقيق الأمانة في استخدام التكنولوجيا الفضائية والمساهمة في تطوير المعرفة والبحث العلمي.
في الختام، يظهر “كومبسات-2” كنموذج للتطور التكنولوجي الذي يعزز القدرات الوطنية والدولية في مجال رصد الأرض واستغلال الفضاء الخارجي، وهو ركيزة أساسية لتقدم الإنسانية في مجال العلوم والتكنولوجيا.