في عام 2010، تم اكتشاف WASP-8 b، وهو عملاق غازي يتميز بخصائص فلكية مذهلة ومثيرة للاهتمام. تدور هذه الكوكب العملاقة حول نجمها الأم، المعروف بوجوده كنقطة ضوء براقة في السماء الليلية، في مسافة تقدر بحوالي 293 وحدة فلكية من الأرض. ورغم أن نجمها يظهر بسطوع يبلغ 9.789 مقدارات نجمية، إلا أن WASP-8 b يعكس الأضواء الساطعة التي تلامسه، ما يجعله قابلاً للاكتشاف من قبل العلماء.
تتميز WASP-8 b بكونها عملاقة غازية، مما يعني أنها تتألف أساسًا من الغازات مثل الهيدروجين والهيليوم، بالإضافة إلى نسب صغيرة من المركبات الأخرى. تتسم هذه الكواكب بحجمها الضخم وتكوينها الداخلي الغير صلب، مما يعكس تفاعلات هائلة للغازات التي تحدث داخلها.
بالنظر إلى خصائصها الفلكية، يتبين أن WASP-8 b لها كتلة تقدر بحوالي 2.54 مرة كتلة المشتري، الكوكب العملاق في نظامنا الشمسي، مما يجعلها تصنف على أنها كوكب ضخم جداً. ومقارنة بحجم المشتري، يبلغ قطرها حوالي 1.13 مرة قطر المشتري، مما يوضح حجمها الضخم بشكل إضافي.
تتحرك WASP-8 b في مدارها حول نجمها الأم بشكل متميز، حيث تبلغ مسافة المدار القريبة نسبيًا إلى النجم. تُقدر مسافة WASP-8 b من نجمها بحوالي 0.0801 وحدة فلكية، مما يعني أنها تنتقل بسرعة كبيرة على مدارها، مما يجعلها تكتشف من قبل العلماء بسهولة نسبية من خلال ظاهرة العبور.
بالإضافة إلى ذلك، فإن WASP-8 b يستغرق حوالي 0.022450376 يوماً لإكمال دورة كاملة حول نجمها الأم، مما يعكس سرعة دورانها العالية وقربها النسبي من النجم. ورغم أن معظم الكواكب تتحرك في مدارات دائرية حول نجومها، إلا أن WASP-8 b تتميز بمدار غير دائري بنسبة كبيرة، حيث يبلغ ارتفاع التمدد في مدارها نحو 0.31.
تم اكتشاف WASP-8 b باستخدام طريقة العبور، وهي طريقة شائعة لاكتشاف الكواكب المحيطة بالنجوم البعيدة. يقوم العلماء برصد تغيرات طفيفة في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمام وجه النجم أثناء دورانه حوله. ومن خلال تحليل هذه التغيرات في سطوع النجم، يمكن للعلماء تحديد خصائص الكوكب المار بيننا وبين النجم.
باختصار، تمثل WASP-8 b واحدة من العوالم الغامضة والمذهلة في الفضاء الخارجي، حيث تتميز بحجمها الضخم وسرعتها العالية ومدارها غير الدائري، مما يجعلها مصدرًا للدراسات العميقة والاستكشاف المستمر لأسرار الكواكب خارج نظامنا الشمسي.