في أعماق السماء، على بُعد يبلغ 1855 سنة ضوئية من كوكبنا الأرض، يكمن عالم مذهل يحمل اسم Kepler-967 b. هذا الكوكب، الذي تم اكتشافه في عام 2016، يشكل جزءًا من الألغاز الفلكية التي تثير فضول العلماء وتوسع مداركهم في فهم أعماق الفضاء اللامتناهي.
يتسم Kepler-967 b بمظهر يشبه كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. يُعرف هذا الكوكب بأنه من النوع “نبتوني المشابه”، حيث يشترك في العديد من السمات مع كوكب نبتون، الذي يحمل خصائصًا فريدة تميزه عن باقي الكواكب. تتمثل إحدى السمات المميزة في الكتلة الفلكية للكوكب، حيث يُقدر أن تكون ضعفًا مذهلاً يبلغ 6.12 مرة من كتلة الأرض.
وفي عالم الأحجام، يظهر Kepler-967 b بأنه ينتمي إلى فصيلة الأقزام العملاقة، إذ يصل نصف قطره إلى 0.21 من نصف قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. هذا التباين الكبير في الأحجام يلفت النظر إلى تنوع الكواكب خارج نطاق منظومتنا الشمسية.
تتداول Kepler-967 b حول نجمه الأم، الذي يتميز بلمعانه الخافت الذي يبلغ 14.702 درجة. هذا اللمعان المتواضع يجسد جزءًا من اللغز الذي يحيط بنظام هذا النجم، والذي يسهم في إضافة الكثير من التعقيد إلى دراسته.
يأتي إكتشاف Kepler-967 b من خلال استخدام أسلوب الكشف عن العبور (Transit)، حيث يتم رصد التغييرات في اللمعان النجمي عندما يعبر الكوكب أمام وجه النجم من وجهة الرصد الخاصة بنا. هذه التقنية تسمح للعلماء بالكشف عن وجود الكواكب وتحديد بعض خصائصها دون الحاجة إلى مراقبتها مباشرة.
تتسم المدار الذي يتبعه Kepler-967 b بالاقتراب الشديد من نجمه، حيث يبلغ شعاع المدار 0.1027 وتستغرق فترة دورانه حول النجم نحو 0.03613963 من الأيام الأرضية. يظهر هذا الاقتراب الكبير كميزة فريدة تضيف إلى تعقيد طبيعة هذا الكوكب.
رغم أن الكوكب لا يظهر أي تغيرات في شكل المدار تشير إلى التحول (eccentricity)، إلا أن هذا الاكتشاف يمثل إضافة قيمة إلى معرفتنا بالكواكب خارج حدود نظامنا الشمسي. إن Kepler-967 b يستحق التفكير والدراسة المستمرة، حيث يمثل تحديًا جديدًا وفرصة لفهم عمق الكون وغموضه الذي يبقى محط إعجاب العلماء ورواد الفضاء.