في سماء اللامكان، حيث تتألق نجوم اللانهائية ببريقها الساحر، تكمن أسرار الكواكب البعيدة، ومن بين هذه الجواهر السماوية يتألق كوكبٌ غامض يُدعى Kepler-917 b. إنه عالمٌ خفي في عروش الكواكب الفائقة، يعتبر Super Earth، فهو يتسم بخصائص فريدة تجعله محط اهتمام العلماء والمستكشفين الفضائيين.
يتميز Kepler-917 b بمسافة هائلة تفصله عنا، حيث ينثر في السماء على بعد يبلغ 11288.0 سنة ضوئية، ما يجعل رؤيته واكتشاف أسراره تحديًا كبيرًا يتطلب التكنولوجيا والإبداع العلمي. ورغم بعده الكبير، إلا أن سطوعه يعادل 15.896 درجة من الكتالوج الفلكي، ما يجعله يتلألأ في سماء الليل كنقطة ساطعة تدعو إلى الاستكشاف والتساؤل.
تم اكتشاف Kepler-917 b في سنة 2016، حيث ألقى هذا الاكتشاف الضوء على أبعاد جديدة من الكواكب الفائقة وأنظمتها. يتسم هذا العالم الغريب بكتلة مذهلة تعادل 4.31 مرة كتلة الأرض، وهو رقم يفتح آفاقًا جديدة لفهم الطبيعة المتنوعة للكواكب خارج نظامنا الشمسي.
أما بالنسبة للأبعاد الهائلة، فإن نصف قطر Kepler-917 b يتضاعف 1.91 مرة من نصف قطر الأرض، ما يمنحه هيئة فريدة ومدهشة. وعندما نلقي نظرة على مساره المداري، نجد أنه يدور حول نجمه الأم بنصف قطر يبلغ 0.0378 وحدة فلكية، في رقصة فلكية متناغمة تعبيرًا عن توازن القوى الكونية.
تكمن روعة Kepler-917 b أيضًا في فترة دورانه الفائقة، حيث يستغرق ذلك الكوكب الغامض فقط 0.008213553 سنة لاكتمال دورته حول نجمه الأم. وبالرغم من أنه يختلف عن الأرض في كثير من الجوانب، فإنه يظل يتسم بانتظامه الكوني وثباته في الحركة.
تمت مراقبة Kepler-917 b باستخدام أسلوب الكشف عبر عبور الكواكب أمام نجمه، الذي يُعرف بـ Transit، وهو أحد أساليب الاكتشاف الرائدة في علم الفلك. هذا الأسلوب يسمح للعلماء برصد التغيرات في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يتيح فرصة فريدة لدراسة تكويناته وخصائصه بدقة.
في نهاية المطاف، يظل Kepler-917 b عالمًا غامضًا يحمل في طياته الكثير من الأسرار واللغات الفلكية التي قد تكون مفتاح فهم أعماق الكون وغموضه. إنها دعوة للإنسان ليرفع نظره إلى السماء بتواضع ودهشة، متسائلًا عن العوالم البعيدة والأسرار التي تنتظر اكتشافها في هذا الكون اللامتناهي.