في الأعماق السحيقة للكون، يظهر لنا كوكب مثير للدهشة يُعرف بأسم Kepler-615 b. يتميز هذا الكوكب بموقعه البعيد، حيث يتواجد على بُعد يصل إلى 1076.0 سنة ضوئية من الأرض، في إحدى المناطق النائية في سماء الكون.
تتألق Kepler-615 b ببريق خافت يبلغ قوته الظاهرية حوالي 14.623 درجة، مما يجعله يندرج ضمن الكواكب الصعبة المشاهدة بواسطة التلسكوبات الأرضية. تم اكتشاف هذا العالم الغامض في سنة 2016، حيث ألقى الباحثون الضوء على وجوده خلال عمليات متقنة من خلال استخدام طريقة العبور أو الانتقال (Transit)، وهي طريقة تكتشف الكواكب عبر قياس تغيرات السطوع عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم.
وما يميز Kepler-615 b بشكل خاص هو طابعه الفريد ككوكب فائق الأرض (Super Earth). إذ يتمتع بكتلة تزيد عن 3.68 مرة مقارنةً بكتلة الأرض، مما يجعله يمتلك جاذبيةً أقوى وبيئة فلكية تختلف تمامًا عن تلك التي نعيش فيها نحن.
تعكس الأبعاد الفلكية لهذا العالم الغامض أبعادًا هائلة، إذ يتميز بنصف قطر يبلغ 1.74 مرة قطر الأرض. تدور Kepler-615 b حول نجمه الأم على مدار بُعد فلكي يبلغ 0.085 وبفترة دوران تبلغ حوالي 0.028473647 سنة. رغم أن المدار لا يظهر أي انحراف (بفعل صفر للتشوه المداري)، إلا أن هذا الكوكب يحمل في طياته العديد من الألغاز والأسرار التي تثير فضول العلماء.
وكما هو الحال في مجال اكتشاف الكواكب، يعزز الكشف عن مضاعف الكتلة والنصف القطري للكواكب البعيدة فهمنا لتنوع هذا الكوكب وتصنيفه ضمن فئة الكواكب الضخمة ذات الجاذبية الفائقة.
في الختام، يظل Kepler-615 b مصدر إلهام لعلماء الفلك ورواد الفضاء على حد سواء، حيث يمثل رمزًا للغموض والتحديات التي تعترضنا في رحلتنا لاستكشاف أسرار الكون اللامتناهي.