في جوانب الفضاء اللانهائي وفي نطاقات لا حصر لها من الكون، تبرز الكواكب بأشكالها المتنوعة، تحمل معها أسرار وعجائب لا تعد ولا تحصى. ومن بين هذه الكواكب الرائعة التي تجوب السماء اللامتناهية، نجد Kepler-579 b والتي تعتبر إحدى تلك الأعجوبة الفلكية التي تثير فضول العلماء والمهتمين على حد سواء.
تتميز Kepler-579 b بموقعها البعيد في الفضاء، حيث تتواجد على بعد يصل إلى 1731.0 سنة ضوئية منا، ما يجعلها نجمًا بعيدًا يلفت انتباه الباحثين والمستكشفين الفضائيين. وبالرغم من أن سطوعها النجمي يبلغ 14.552 مقدار نجومي، إلا أنها تلفت الأنظار بقوة وتاريخها الاكتشافي يعود إلى عام 2016.
تتميز Kepler-579 b بأنها من فئة “سوبر إيرث”، وهي تصنف ضمن الكواكب الضخمة التي تتشابه إلى حد كبير مع كوكب الأرض، إلا أنها تتمتع بميزات فريدة تجعلها تبرز في سماء الفضاء. فبجعل مضاعف كتلتها يبلغ 4.66 مرة كتلة الأرض، ومضاعف نصف قطرها يبلغ 2.0 مرة نصف قطر الأرض، تظهر Kepler-579 b كعالم غامض يتحدى الفهم البشري.
تتمتع هذه الكوكب بمدار ذو شكل بيضاوي، حيث يبلغ نصف قطر المدار حوالي 0.0854 وحدة فلكية. ورغم صغر فترة دورانها حول نجمها الأم، إلا أنها تلف بسرعة فائقة، حيث تستغرق حوالي 0.026557151 يومًا لاكتمال دورتها الشمسية. وما يميز هذا الكوكب أيضًا هو استقامة مداره، حيث يظهر أنه خالٍ تمامًا من التشوهات بسبب انحرافات الشكل.
تم اكتشاف Kepler-579 b باستخدام طريقة العبور أو ما يعرف بطريقة الكشف عن الانتقالات. وهي الطريقة التي يتم فيها رصد التغيرات في سطوع النجم الأم عندما تمر الكوكب أمامه، ما يسمح للعلماء باكتشاف وجود الكوكب وتحديد بعض خصائصه. وهذا الأسلوب الدقيق يمنحنا نافذة إلى عوالم بعيدة تحمل في طياتها أسرار الكون اللامتناهي.
في نهاية المطاف، يعكس Kepler-579 b جمال الفضاء وغموضه، ملفتًا انتباه الباحثين إلى عمق الكون وتعقيداته. وعلى الرغم من بعدها الكبير عنا، تبقى هذه الكوكبة البعيدة تحديًا وفرصة لاكتشاف المزيد عن أسرار الكون وعجائبه.