في سماء الكون اللامتناهي تتألق نجمٌ جديد يُدعى Kepler-351، وعلى أحد أقماره الساحرة يكمن عالم آخر مليء بالغموض والإثارة، يحمل اسم Kepler-351 b. تمت اكتشاف هذا الكوكب البعيد في عام 2014، عندما كانت أنظار الباحثين متوجهة نحو سماء الليل، تتساءل وتتسائل عن أسرار الفضاء اللانهائي.
يتمتع Kepler-351 b بموقعه البعيد عنا بمسافة تقدر بـ 3536 وحدة فلكية، حيث يشكل نقطة لامعة في قمة عظمة الكون، ولكنه يختفي في تلك السماء البعيدة من رؤيتنا العارية، مظهرًا كشخصية خجولة تختبئ وراء الستار.
وفي سعينا لفهم هذا العالم الغامض، نجد أن Kepler-351 b ينتمي إلى فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، حيث يتميز بخصائص تجعله يشبه العملاق الزرقاء البعيدة في نظامنا الشمسي. تتجلى هذه الشبهات في تعدد الجوانب، حيث يظهر الكوكب بألوان لامعة وجذابة على الرغم من بعده الشاسع.
إحدى الخصائص المثيرة للاهتمام هي السطوع النجمي للكوكب، الذي يُقدر بـ 16.229 درجة، ما يجعله واحدًا من الأجرام السماوية الذي يتألق في الظلام الفضائي، كأنه قصيدة فنية تُعبّر عن روعة الكون.
عند التأمل في الخصائص الفيزيائية لهذا الكوكب، نجد أنه يحمل على عاتقه كتلة ضخمة تُقدر بنسبة 4.8 مرة مقارنة بالكتلة الأرضية، مما يضفي عليه طابعًا من الغموض والتحدي. ولن يكون مناسبًا للنسمات الهوائية الخفيفة، بل يجذب الثقل بقوة، مكرسًا للقوانين الفيزيائية الساحرة التي تحكم حركة الأجرام السماوية.
وما يُضفي على Kepler-351 b سحرًا إضافيًا هو حجمه المذهل الذي يعادل 0.273 مرة من حجم المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. يبدو أن الكون قد نسج لهذا الكوكب قصة فريدة من نوعها، حيث يتقاطع فيها الكبر الفلكي مع الصغر الظاهري، مما يخلق مظهرًا لافتًا للنظر في سماءه اللامتناهية.
لنلقي نظرة أيضًا على مدار Kepler-351 b حول نجمه الأم، حيث يتواجد على بُعد قدره 0.214 وحدة فلكية. يتنقل الكوكب في رقصة فلكية غامضة، يبحث فيها عن توازنه بين الجاذبية وحركته المدارية. وتتراقص اللامتناهية السماوات في هذا العرض الفلكي، حيث يتأرجح الكوكب في حضن نجمه بأسلوبٍ يشبه رقصة الكواكب المتناغمة.
من جانب آخر، يتمتع Kepler-351 b بفترة دوران مدارية تقدر بحوالي 0.10157426 يومًا، ما يجعله يعيش في عالمٍ متسارع حيث يحدث الليل والنهار بسرعة فائقة، كما لو كان يعيش في حلم علمي لا يعرف حدوده.
وفي سياق الاكتشاف الرائع لهذا العالم الفضائي، تم الكشف عنه باستخدام أسلوب اكتشاف يعرف باسم “العبور” (Transit)، حيث يرصد العلماء تغييرات في إضاءة النجم الأم نتيجة مرور الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الفريد قدم نافذة إلى عالم Kepler-351 b، مما سمح لنا برؤية لمحات من جماله وتفاصيله الرائعة.
في الختام، يظهر Kepler-351 b كلوحة فنية مبهرة في لوحة الكون، حيث تتناغم فيه القوانين الفيزيائية مع الجمال الفضائي، ويبقى هذا الكوكب البعيد يروي لنا قصة لا تنسى عن أسرار الفضاء وتعقيدات الكواكب البعيدة.