في العمق اللانهائي والظلام الفضائي، تتناثر النجوم كمجموعات لامعة، ومن بين هذا البحر اللامتناهي للسماء، نثرت الكواكب كجواهر نادرة، تستكشفها رحلات البحث العلمية لتفسح لنا نافذة نحو أسرار الكون الغامضة. من بين هذه الكواكب البعيدة، تبرز كوكبٌ غامض يُدعى Kepler-273 c، ينشر روعته في رحاب الفضاء.
تحظى Kepler-273 c بمكانة استثنائية بفضل بُعدها الذي يبلغ 2329.0 سنة ضوئية عن الأرض، حيث تتوارى خلف الستار اللامعة للكواكب الأخرى. يتميز هذا العالم السماوي بلمعان نجمٍ يبلغ 15.1 من مقياس اللمعان النجمي، مما يجعله يندرج في فئة الكواكب الضخمة الفائقة، التي تتجاوز في حجمها الكرة الأرضية بشكل لافت.
اكتشفت Kepler-273 c في عام 2014، ومنذ ذلك الحين، أصبحت محط اهتمام العلماء والباحثين الفضائيين الذين يسعون إلى فهم أسرارها المحيطة بتكوينها وخصائصها. تتسم هذه الكوكب البعيدة بضخامة استثنائية، حيث يبلغ معامل الكتلة 4.58 مرة مقارنةً بكتلة الأرض، مما يضفي عليها وزنًا فلكيًا يفوق توقعاتنا الأرضية.
تتميز Kepler-273 c أيضًا بقطرها الذي يبلغ 1.98 مرة قطر الأرض، ما يجعلها تنتمي إلى فئة الكواكب الضخمة والثابتة في سماء الكون. معامل الشعاع يلقي الضوء على هيكلها الفريد، حيث يتناغم بتلاعب الجاذبية الفضائية لتصنع لوحة فنية تدهش العقول.
تتألق Kepler-273 c بفارق شاسع في مدارها الدائري حول نجمها الأم، إذ تبلغ المسافة البينية 0.073 وحدة فلكية، ما يجلب إليها أبعادًا مميزة وينعكس على طبيعة حياتها الفلكية. تتراقص حول نجمها في فترة زمنية قدرها 0.021902807 سنة، مما يجسد لنا رقصة الكواكب في سماء هذا النظام الشمسي البعيد.
تتمتع Kepler-273 c بدورة مدارية دون انحراف، حيث تكتسب هذه الكوكبة الجديدة لمجتمع الكواكب سحرًا فريدًا يجسد استقرارًا فائقًا في رحاب الفضاء. اكتشافها جاء عبر استخدام طريقة العبور الكوكبي، حيث تمر الكوكبة أمام نجمها الأم، ما يؤدي إلى تغيير طفيف في سطوعه، يكون بمثابة بصمة تظهر بوضوح على أجهزة الرصد الفلكي.
في ختام هذه السطور الفلكية، يظهر Kepler-273 c كلوحة فنية تتراقص فيها الألوان والأبعاد، تجسد روح الكون وجمالياته الفريدة. يبقى هذا العالم البعيد حجر الزاوية في بنية الفضاء، يستدرجنا لاستكشاف المزيد من أسرار الكون والغموض الذي يحيط به.