في الأعماق السحيقة للفضاء، حيث يتلألأ الكواكب وتتألق النجوم، تكمن إحدى الجواهر الفلكية، وهي الكوكب Kepler-1656 c. يعتبر هذا الكوكب العملاق من فئة الغازيات العميقة، حيث يندرج ضمن تلك العوالم الضخمة التي تتجاوز جماليات الفضاء.
يتميز Kepler-1656 c بمسافة فلكية تبلغ حوالي 606.0 سنة ضوئية عن الأرض، وعلى الرغم من بعده الشاسع، إلا أنه يظهر في السماء كنجم ذو لمعان يصل إلى 11.64 درجة، يضفي سحرًا خاصًا على المشهد الفلكي. اكتشف هذا العالم البعيد في عام 2022، ومنذ ذلك الحين، أضاء الباحثون على تفاصيله الرائعة.
من الناحية الفيزيائية، يتسم Kepler-1656 c بأبعاد استثنائية، حيث يعتبر ذا كتلة تكاد تكون الربع فقط من كتلة المشتري، ولكن يظل يتمتع بشكل ضخم بزيادة نسبية تصل إلى 1.25 مرة من نصف قطر المشتري. يُعزى اكتشاف هذا العالم الضخم إلى طريقة الكشف باستخدام التأثير الحيوي الطيفي، حيث تتأثر الحركة الدورانية للنجم الأم (Kepler-1656) بجاذبية الكوكب، مما ينتج عنه تغيرات في السرعة الراديالية يمكن قياسها.
لا تقتصر عجائب Kepler-1656 c على خصائصه الفيزيائية فقط، بل تتعداها إلى الأبعاد الزمنية أيضًا. ينقلب حول نجمه الأم بمعدل يبلغ 5.3 أيام فقط، ما يُشير إلى دورة حياتية قصيرة نسبيًا مقارنة بالعديد من الكواكب الأخرى. تبرز هنا الخصائص المثيرة للتحديات، حيث يكمن ارتفاع الاستعراض الزاوي للمدار بنسبة 0.53، مما يجعل الكوكب يتبع مسارًا دائريًا غير تقليدي.
تأخذ هذه الاكتشافات الفلكية العلماء والمحبين للفضاء في رحلة عبر أغوار الكون، حيث يتسائلون حول أسرار التكوين الكوني وتنوع العوالم. Kepler-1656 c تجسد قصة رائعة من قصص الكواكب، حيث تحمل في طياتها ألغازًا عديدة وتحديات علمية تستدعي تفكيرًا عميقًا وابتكارًا استثنائيًا.