في سماء اللامنتهى، حيث يتسامى الكواكب كنجوم فاتنة، نكتشف عجائب الكون ونستعرض الآن إحدى تلك اللآلئ الساطعة: كوكب Kepler-146 c. يتوسط هذا الكوكب الغامض الفضاء البعيد على بُعد يصل إلى 2338.0 سنة ضوئية منا، يُظلله الظلام العميق للفضاء الخارجي.
باعتباره كوكبًا من عائلة الكواكب العملاقة المشابهة لزحل، ينتمي Kepler-146 c إلى فئة الكواكب التي تشبه نبتون. اكتشف هذا الجمال السماوي في عام 2014، مع إشراقه الفائق بقوة مغناطيسية تصل إلى 13.921 نجمة. إنه لفت نظر المستكشفين السماويين بفضل اكتماله لدورته المدارية في زمن يبلغ 0.20999315 سنة.
عندما نلقي نظرة على الوزن الاستثنائي لهذا العملاق، نجده يزن بمعامل يصل إلى 9.96 مرة أكثر من كتلة الأرض، ما يجعله يستحق لقب “العملاق الثقيل”. وإذا كان الحديث عن الأبعاد، يتمتع Kepler-146 c بقطر يعادل 0.279 قطر العملاق الغازي، المشهور بأحلامه الجميلة، جوبيتر.
تلوح الآن في الأفق التكوين الفلكي لهذا العالم الخارق، إذ يدور حول نجمه الأم بمدار يصل إلى 0.364 وحدة فلكية، ويتمم دورته المدارية في زمن لا يمتد إلى 0.20999315 سنة. يتسم مداره بالاستقرار، حيث يكاد يكون خاليًا من التشوهات، حينها ندرك كيف تاريخ اكتشافه كان لحظة فارقة في تسجيلاتنا الفلكية.
وكما تعودنا في هذا الكون المدهش، تأتي الفضائيات بطرق مختلفة للكشف عن أسرار هذه الكواكب، وكان اكتشاف Kepler-146 c بواسطة الطريقة المثيرة للاهتمام التي تعرف باسم “عبور الكوكب أمام النجم”، حيث يظهر الكوكب بشكل مؤقت كنقطة مظلمة على سطح نجمه الأم.
في النهاية، يظهر Kepler-146 c كلوحة فنية فلكية، تتخللها ألوان الفضاء وألسنة الغموض، فما زلنا نبحر في أعماق هذا الكوكب الساحر، محاولين فهم أسراره وتركيبة جماله الكوني.