في إحدى أركان الكون، تبرز كوكبٌ غامض يحمل اسمًا يثير الفضول والتساؤلات: Kepler-1368 b. يعد هذا الكوكب البعيد من بين الكواكب الفائقة الأرضية، حيث يتميز بخصائص فريدة تجعله جسرًا بين الأرض والعوالم الأخرى. بلغت المسافة بيننا وبين هذا الكوكب البعيد نحو 5336.0 سنة ضوئية، مما يضعنا أمام تحديات استكشافية هائلة تتطلب الصبر والتكنولوجيا المتقدمة.
لنتسلح بالمعرفة، يظهر هذا الكوكب في سماء الليل بلمعان خافت يقدر بـ 15.914 درجة من التألق النجمي، وهو ما يضعه في فئة الكواكب الصعبة الرصد. إن لمعانه الخافت يعكس تحديات الكشف عنه ويجعل منه جوهرة نادرة تحتاج إلى جهود مكثفة لاستكشافها.
كما يتسم Kepler-1368 b بطابع الفضول العلمي من خلال اكتشافه في عام 2016 عن طريق أسلوب العبور (Transit)، حيث يمر أمام نجمه الأم بشكل دوري، مما يتيح للعلماء فرصة دراسة خصائصه بدقة. ولكن هذا الاكتشاف ليس سوى بداية رحلة الاستكشاف العلمي لهذا الكوكب الغامض.
فيما يتعلق ببنيته الفيزيائية، يبرز Kepler-1368 b ككوكب فائق الأرض، حيث يبلغ معامل كتلته 3.36 مرة من كتلة الأرض، مما يجعله ذا كتلة هائلة تشير إلى تنوع الكواكب خارج نظامنا الشمسي. يأتي هذا الكوكب مع نصف قطر يضاهي 1.65 مرة نصف قطر الأرض، مما يجعله يندرج في فئة الكواكب الكبيرة الحجم.
لا يتوقف التميز عند هذا الحد، حيث يحمل Kepler-1368 b مدارًا فريدًا يبلغ شعاعه الزاوي 0.0153 وفترة دوران تقدر بحوالي 0.0019164955 سنة. تختلف هذه الخصائص عن الكواكب الأرضية المألوفة، مما يضيف لهذا العالم البعيد سحرًا خاصًا.
رغم قرب مداره من نجمه الأم، يظهر Kepler-1368 b بدرجة من الاستقرار الفلكي، حيث تظهر البعد البسيط عن المدار (Eccentricity) بقيمة صفر، مما يعزز فرضية أن هذا الكوكب يتحرك بحركة دورانية منتظمة حول نجمه.
هذا وراء الستار، حيث يتيح لنا الكوكب الفرصة لاستكشاف أسرار الكواكب البعيدة وفهم التنوع الكوني الذي يحيط بنا. يظهر Kepler-1368 b كعالم جديد ينتظر بفارغ الصبر أن يكشف عن المزيد من أسراره، ويعد تحفيزًا للباحثين والعلماء لمواصلة رحلتهم في استكشاف أعماق الفضاء والكواكب التي تتراقص في أفق اللانهاية.