في إحدى ليالي الفضاء اللامتناهي، تبرز نجمٌ جديد في سماء علم الفلك يُعرف بإسم Kepler-1121. إنه ليس مجرد نجم، بل هو الأمل الذي يبدو أنه يخفي في طياته أسرارًا مثيرة عن كواكبه المحيطة به. ومن بين تلك الكواكب الساحرة التي تدور حول هذا النجم، تتألق Kepler-1121 b كجوهرة نادرة في عرض الكون.
تعد Kepler-1121 b من الكواكب ذات النوع “الأرض العظيمة”، والتي يمكن وصفها بأنها تشبه الأرض إلى حد كبير. تنغمس هذه العملاقة الفضائية في فضاء لا يُعد ولا يُحصى على بُعد يصل إلى 1572.0 سنة ضوئية عن الأرض. يشكل النجم Kepler-1121 مصدرًا للضوء والحياة لهذا العالم الجديد، حيث يبلغ سطوعه الظاهري حوالي 12.144، مما يعني أنه يمكن رؤيته بسهولة باستخدام التلسكوبات الأرضية المتوفرة.
اكتشفت Kepler-1121 b في عام 2016، عندما ألقى باحثون نظرة خاصة عبر مراصد فلكية متطورة. تم استخدام أسلوب الاكتشاف بالعبور (Transit)، حيث يتم رصد تغيرات في سطوع النجم الأم عندما تعبر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب يفتح الباب أمام الكشف عن تفاصيل كوكب Kepler-1121 b، مما يجعلنا نتسلل إلى أسراره بدقة فائقة.
تبرز خصائص Kepler-1121 b بوضوح عند التحليل الفلكي الدقيق. إنها كوكب عملاق بمعامل كتلة يبلغ 4.31 مرة كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا استثنائيًا يعكس قوة جاذبيته الفريدة. وبالنسبة لحجمه، يتفوق على الأرض بمعامل نسبي يصل إلى 1.91، مما يجعله “أرضًا فائقة” تندرج ضمن فئة الكواكب العملاقة.
تأتي أيضًا الفترة المدارية كشهادة على تميز Kepler-1121 b في السماء، حيث يتحرك في مداره حول النجم الأم على بُعد يبلغ 0.1187 وحدة فلكية، ويستغرق للقيام بدورته حوالي 0.03613963 سنة. تتسم مداريته بالاستقرار، حيث يظهر قلة في التغيرات المدارية مع انخراطه في دورته الدائمة.
وفي مفاجأة لافتة، يظهر Kepler-1121 b بأنه كوكب خالٍ تمامًا من التحول في المدار، حيث يتسارع ويتباطأ في مساره حول النجم الأم بشكل شبه دوري. إن هذا الاكتشاف الفريد يلقي الضوء على الظواهر الديناميكية المعقدة في هذا النظام الكوكبي.
بهذه الطريقة، يراقب علماء الفلك Kepler-1121 b بفضول لا حدود له، سعيًا وراء كشف المزيد من الأسرار التي تكمن في أعماق هذا العالم الفضائي المذهل. إن Kepler-1121 b ليس مجرد كوكب، بل هو لغز فلكي ينتظر الكشف عن مفاتيحه، ليمكننا فهم أكثر حول سر الحياة والكواكب في هذا الكون الواسع والغامض.