في أعماق السماء اللامتناهية، وعلى بعد تسع وعشرون مليون ومائة وواحد كيلومتر من كوكب الأرض، تتوسع سراب الكواكب إلى أفق لا يعد ولا يحصى، ومن بين هذه الكواكب البعيدة والمجهولة تبرز Kepler-1090 c، مجرد نقطة ضئيلة في محيط اللامكان.
تحمل Kepler-1090 c معها لغزًا كونيًا يثير الفضول والدهشة. تبلغ المسافة بين هذا الكوكب والأرض حوالي 2801.0 سنة ضوئية، مما يجعلها تبدو ككوكب بعيد وغامض في مشهد الكون الواسع. يظهر لنا هذا الكوكب في سجلات الفلك بتألق ساطع بلغ 15.31 درجة، ما يضفي عليه بعدًا جماليًا ينبعث من أعماق الفضاء.
تكشف البيانات الفلكية أن Kepler-1090 c ينتمي إلى صنف الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، حاملة معها سمات فريدة تلتقط الأنفاس وتجسد رونق الكون. كان لحظة اكتشافها هي عام 2021، حيث اندلعت البشرية في مهمة استكشافية جديدة، كشفت عن هذا العالم الساحر الذي يدور حول نجمه برقصة فاتنة.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية، يبرز Kepler-1090 c بكتلة تبلغ 10.9 مرات كتلة الأرض، وهو معامل يلفت النظر ينعكس على وزنها الكوني. تأتي هذه الكتلة بالنسبة لكتلة الأرض، تتسلح بوزن فائق يجسد قوانين الجاذبية في هذا العالم البعيد. أما بالنسبة للقطر، فيظهر Kepler-1090 c كعملاق يعادل 29.4% من قطر المشتري، العملاق الغازي السابع في النظام الشمسي.
تتميز مدارات هذا الكوكب بالتعقيد والإثارة، حيث يرقص في فضاء لا نهاية له بمدار يبلغ 0.2274 وحدة فلكية، ويكمل دورته حول نجمه بفترة قدرها 0.11608488 يوم، وهو رقم يختصر مرور الزمن في عالمه الفريد. رغم عدم وجود تمرد في مداره، فإن الشكل البيضاوي يضفي له جاذبية خاصة ويعزز من رونقه في عرض الفضاء.
تم اكتشاف Kepler-1090 c باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يقوم الكوكب بعبور أمام نجمه، مما يسبب تغييرًا طفيفًا في الإشعاع الذي يصل إلينا. هذه التقنية الفلكية المتطورة هي نافذة لاكتشاف أسرار الكواكب البعيدة والتعرف على خفايا تكوينها وطبائعها.
ببساطة، يُعَد Kepler-1090 c منجمًا للمعلومات الفلكية الثمينة، حيث تتلاقى فيه العديد من الظواهر الكونية والخصائص الفيزيائية الفريدة. إنه عالم بعيد يمتلك سره الخاص، ينتظر أن يكشف عن المزيد من أسراره، ويشير إلى عظمة الكون وتعقيده المدهش.