في إحدى أركان السماء البعيدة، تتلألأ نجمة صغيرة ذات درجة لمعان تبلغ 12.45، تعزف ألحاناً خافتة في الظلام اللامتناهي. وفي هذا الكون الفسيح، ينثر الفضاء أسراره بأسلوب روائي، يكشف عن كواكب لامعة كأحجار الجواهر. ومن بين هذه الكواكب، تبرز K2-205 b، العالم الفائق الأرضي الذي يتربع في مركز نظامه الشمسي البعيد.
تم اكتشاف كوكب K2-205 b في عام 2018، حيث كان عامل الجاذبية يستعرض قوانينه على مسرح الكون ليكشف لنا عن وجود هذا الجسم السماوي. يتميز هذا العالم بمسافة فاصلة تبلغ 1322.0 سنة ضوئية عنا، ما يجعله يبدو كنقطة باهتة في سماء الليل.
إن K2-205 b يعتبر “الأرض الفائقة”، فهو يحمل معامل كتلة يبلغ 4.64 مرة أكبر من كتلة الأرض، ما يجعله يتسلح بجاذبية فائقة تمنحه ثباتاً استثنائياً في مجاله الجاذبي. ولطالما أثار هذا الكوكب الغامض فضول العلماء، حيث يبدو أنه يحمل أسراراً كثيرة في طياته.
تعتبر الكتلة والشكل الكروي لـ K2-205 b أموراً ملهمة للباحثين، فقد وجدوا أن كتلته تعادل 4.64 مرة كتلة الأرض، مما يجعله “الأرض الفائقة” تقريبًا. ورغم أنه يحمل نفس الشكل الكروي، فإن نصف قطره يعادل تقريبًا مرتين نصف قطر الأرض. هذا يجسد التنوع البديع في تكوين هذا العالم الفضائي، الذي يقف كشاهد على التعقيد الذي يميز علم الفلك.
لا يقتصر إعجاب العلماء بـ K2-205 b على خصائصه الفيزيائية الرائعة، بل يتعدى ذلك إلى التفاصيل الفنية لاكتشافه. يدعم العلماء اكتشافه باستخدام طريقة العبور الفلكية، حيث يرصدون انحناءات الضوء الساقطة من النجمة المضيئة أثناء عبور الكوكب أمامها. هذا الأسلوب الراقي في الرصد يجسد تطورًا هائلاً في تقنيات الكشف عن الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
ورغم أن البعد الزمني لدورة K2-205 b حول نجمه لا يتجاوز 0.07310062 يومًا، إلا أن الانتظار لاكتشاف مزيد من أسراره يبدو كالانغماس في بحر لا نهائي من المعرفة. لذلك، بينما نظل نراقب هذا العالم الفائق الأرضي من بعيد، يتزايد إعجابنا بجمال الفضاء وتعقيداته، متحدين لفهم المزيد من أسرار الكواكب والنجوم التي تتلألأ في هذا الكون الرحب.