في الأعماق السحيقة للفضاء اللامتناهي، تتجلى لنا ألغاز الكواكب والأجرام السماوية بجمالها الساحر. واحدة من هذه الكواكب التي تعلو في سماء الكون بسحرها الخاص هي كوكب K2-201 b، الذي يعد واحدًا من تلك العوالم الفريدة التي تأسر العقول بتنوعها وغموضها.
يتوسط هذا الكوكب العملاق السماوي الفضاء على بعد 646.0 سنة ضوئية منا، حيث يظهر لنا بوضوح على خلفية اللامكتنى اللامتناهي. تتميز K2-201 b بتلك اللمعان الذي يتلألأ في سماء الليل، ورغم أنه قد يكون تألقه خافتًا قليلاً بمقارنة مع بعض الكواكب الأخرى، إلا أنه يحمل في طياته سرًا جميلاً.
بلغة الفضاء، يُقدر توهج K2-201 b بقوة 12.168 نجميًّا، ما يمنحه تلك اللمعان المميزة التي تظهر كنقاط ساطعة في سماء الكون. ينتمي هذا الكوكب إلى فئة “الأرض العملاقة”، حيث يُصنف بفخر ككوكب فائق الأرض، ويعني ذلك أنه يمتلك خصائص تجعله يشبه بنية وحجم الأرض، ولكن بتفوق طفيف وسمات فريدة.
تم اكتشاف K2-201 b في سنة 2018، حيث كانت لحظة فارقة في رحلة الإنسان لاستكشاف أسرار الكون. ومن خلال طريقة الاكتشاف بالعبور “Transit”، تمكن العلماء من رصد انتقال هذا الكوكب الساحر أمام نجمه الأم، مما أدى إلى كشف النقاب عن وجوده والغوص في أسراره.
وعندما ننظر إلى بنية K2-201 b، نجد أن كتلته تتجاوز 2.54 مرة كتلة الأرض، مما يجعله يحمل في جوفه العديد من الألغاز والأسرار التي تحفز العلماء على مواصلة استكشافه. وليس ذلك وحسب، فقد تبين أن نصف قطره يتجاوز نصف قطر الأرض بنسبة 1.4، وهو ما يعزز من تصنيفه ككوكب فائق الأرض.
وبينما ينعم K2-201 b بتوهجه الفريد، يظل لدينا الكثير لاكتشافه حول هذا العالم الغامض. ورغم أن الفضاء يحفل بعجائبه وأسراره، يظل استكشاف الكواكب والنجوم تحفة تستحق البحث المستمر والتفكير العميق، مما يمنحنا نافذة مفتوحة نحو تفاصيل أعماق الكون وجماله الساحر.