في أعماق السماء، تتلألأ نجمة بريقها، وفي حضنها، تدور كواكب تروي قصصًا فلكية مثيرة تنتظر اكتشافها. من بين هذه العوالم البعيدة، تبرز كوكب K2-129 b كنجمة في سماء الفضاء، يمثل تحفة فلكية تروي قصة تفاعل الكواكب مع عظمة الكون.
يأخذ K2-129 b موقعه البارز على بعد حوالي 91.0 سنة ضوئية منا، يظهر كنقطة لامعة في سماء الليل. يصل نجمه المضيء إلى درجة ضوء بلغت 13.639، يجسد هذا النجم اللامع رمزًا للطاقة الفائقة والقوة الفلكية.
K2-129 b ليس مجرد كوكب عابر عابر، بل هو “سوبر أرض”، وهو لقب يرمز إلى حجمه الكبير وبنيته الكوكبية الفريدة. اكتشف هذا العالم الرائع في عام 2017، حيث أعطى علماء الفلك للبعد والمكونات المادية لهذا الكوكب اسمًا وقيمة.
عند النظر إلى تفاصيل K2-129 b، نجد أن كتلته تتجاوز كتلة الأرض بمعامل 1.12، مما يشير إلى وجود كتلة إضافية تمنحه هيبة فلكية فريدة. ولكن يظل الأرض مقياسًا مرجعيًا، حيث يشير المعامل إلى الكمية الإضافية بالمقارنة مع كتلتنا الكوكبية.
تمتلك K2-129 b أيضًا قطرًا يتجاوز قطر الأرض بمعامل 1.04، مما يكشف عن هيكل كوكبي فريد من نوعه. رغم أنه يشبه كوكبنا الأزرق إلى حد كبير، إلا أن هناك تفاوتًا يكمن في التفاصيل الصغيرة التي تجعل K2-129 b كوكبًا ذا خصائص فريدة.
يطوف K2-129 b حول نجمه بمدار ذي شعاع يقدر بنحو 0.057 وفترة دورانية تبلغ 0.022450376 سنة. يبرز الكمال في هذا الرقص الكوني الذي يتمايل بين الظلام والضوء، حيث يبتسم الفضاء لهذا الكوكب الذي يتلاشى ويظهر في ألعاب الكواكب المتناغمة.
لكن المفاجأة الكونية لا تتوقف هنا، إذ يبدو أن K2-129 b يحمل بعض الغموض في قلبه، حيث يتميز بانحراف في مداره بنسبة 0.13. هذا الاستنتاج يعزز فهمنا لكيفية تفاعل هذا الكوكب مع بيئته الفلكية ويضيف لغزًا إلى حكايته.
تم اكتشاف K2-129 b باستخدام أسلوب العبور (Transit)، حيث يراقب العلماء تغيرات في السطوع عندما يمر الكوكب أمام نجمه. هذه الطريقة الفعالة والدقيقة تسمح بتحليل تفاصيل دقيقة وتوفير لمحات فريدة عن خصائص هذا العالم البعيد.
إن K2-129 b يمثل رمزًا لتعقيدات الكواكب وتنوعها في هذا الكون الواسع. يتحفنا بألغازه ويدفعنا إلى التساؤلات حول مدى تشابهه واختلافه عن كوكبنا الأم، وهو جزء صغير من الرواية الشاسعة للفضاء التي لا تنتهي.