عند النظر إلى السماء اللامعة في الليل، يمكن للعقل أن يسبح في أعماق الفضاء، حيث تتناثر نجوم لامعة كالأحجار الكريمة في قلب السماء اللامعة. ومن بين هذه النجوم، نجد نجمًا ساطعًا يُعرف بـ “HD 40307″، والذي يضيء في سماء الكون بلمعانه الفريد والساحر.
تحديداً، يتواجد الكوكب “HD 40307 f” في هذا النظام النجمي، ويبدو أنه يحمل معه أسراراً تثير فضول عشاق علم الفلك. يبعد هذا الكوكب نحو 42 سنة ضوئية عنا، مما يجعله ينتمي إلى عالم الكواكب البعيدة والمثيرة في مجرتنا.
عندما نلقي نظرة على سطوع النجم الأم، نجد أنه يصل إلى حوالي 7.17 درجة، مما يجعله من النجوم المرئية بالعين المجردة في السماء الليلية، ويضيء بألوانه الخافتة قلوب محبي رصد الفلك.
وما يميز هذا الكوكب الغامض هو أنه يشبه في صفاته الكوكب نبتون في مجموعتنا الشمسية. إذ يتميز “HD 40307 f” بكتلة تعادل 5.2 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذو كتلة هائلة تثير الفضول حيال طبيعته وتكوينه الفيزيائي.
وإذا تحدثنا عن قطر هذا الكوكب، نجد أنه يتجاوز قطر الأرض بنسبة 2.13 مرة، ما يعني أنه يمتلك حجمًا ضخمًا يضعه في فئة الكواكب العملاقة. وهذا يضيف للغموض الذي يحيط به، حيث تظهر لنا صورة عن عالم بعيد يحمل في طياته أسرار الكون.
تدور هذه الكوكبة المدهشة حول نجمها الأم بنسبة 0.247 وحدة فلكية، ويستغرق الكوكب “HD 40307 f” حوالي 0.14182067 سنة لإكمال دورة كاملة حول نجمه. هذه المعلومات الفلكية تضفي للكوكب طابعاً فريداً، حيث يتمتع بحركة منتظمة وتدوره المثيرة حول نجمه الأم.
تزيد اللمسات النهائية على هذا اللوح الفلكي الرائع بمعلومة اكتشافه في عام 2013، حيث فتحت تلسكوبات البحث عن الكواكب أمام علماء الفلك أفقاً جديداً لفهم الكون وتفاعلاته المعقدة. وكما يشير الاسم “HD 40307 f” إلى أهمية هذا الاكتشاف في عالم النجوم والكواكب.
إلى جانب ذلك، استُخدمت طريقة الكشف عبر السرعة الشعاعية لاكتشاف هذا العالم البعيد، حيث تأثرت حركة النجم الأم بسبب جاذبية الكوكب، مما جعلها علامة على وجود هذا الجار السماوي.
بهذا، يكمن “HD 40307 f” كجوهرة فلكية في سماء الكون، تجلب لنا الألغاز والتساؤلات حول كيفية تكوينه، وهل يحمل في طياته أموراً تفوق تصوراتنا الحالية حول الكواكب البعيدة. إنه عالم مثير يذهب بنا إلى حدود الكون، حيث يستمر البحث والاستكشاف في إلهام عقولنا وتوسيع آفاق فهمنا للكون اللامتناهي.