في إحدى أركان الكون اللامتناهي، تتوسع الأفقات لتكشف لنا عن عجائب الفضاء وعناقيد من الكواكب والنجوم تعزف سيمفونياتها الساحرة. من بين هذه الكواكب، تبرز HD 217107 c كجوهرة لامعة في سماء الليل، تتلألأ بباعثها البعيد، يتسلل لنا إشعاعها من خلال المسافات الخلابة.
تحديد الوضع الفلكي لـ HD 217107 c يتطلب رصدًا دقيقًا ومعرفة عميقة بعلم الفلك. تبلغ المسافة بيننا وبين هذه العملاقة الغازية الجميلة نحو 65.0 سنة ضوئية، مما يعني أن نورها يأتينا بعد رحلة طويلة عبر الفراغ السماوي.
تظهر HD 217107 c ككوكب غازي، يتميز بكتلة تزيد عن 2.6 مرة كتلة المشتري، العملاق الغازي الذي يعتبر معيارًا لقياس الكتل الكوكبية. كما يكون نصف قطره أكبر بنسبة 1.18 مرة من نصف قطر المشتري، مما يمنحه حجمًا مثيرًا للإعجاب يتراوح بين أبعاد الفضاء اللانهائي.
تدور HD 217107 c حول نجمها الأم، الذي يظهر لنا بسطوع يبلغ 6.155 درجة. تكمن هذه العملاقة الغازية في مدار يبلغ نصف قطره 5.32 وحدة فلكية، وتكمل دورتها حول نجمها في غضون 11.7 يومًا، وهي فترة زمنية قصيرة نسبيًا في عالم الكواكب.
لاحظ الباحثون هذا الكوكب البعيد لأول مرة في عام 2005 باستخدام أسلوب الكشف عن السرعة الشعاعية. هذا الأسلوب الدقيق يتيح للعلماء قياس تأثير جاذبية الكوكب على حركة نجمه، مما يكشف عن وجود الكوكب وخصائصه بدقة.
تتميز HD 217107 c بشذوذ مداري يبلغ 0.52، مما يشير إلى تفاوت في شكل مدارها حول نجمها الأم. هذه الخصائص الفلكية الفريدة تضفي على هذا العالم الغامض سحرًا إضافيًا يلفت انتباه علماء الفلك ورواد الفضاء على حد سواء.
إن HD 217107 c تجسد عجائب الكون، وتشكل تحفة فنية في ملحمة الفضاء اللانهائي، حيث يتناغم السحر والعلم ليخلقا تجربة فريدة ورائعة للباحثين والمحبين على حد سواء.