في إحدى الزوايا النائية للسماء، تتلألأ نجمة GJ 3998 ببريقها الخافت، وهي نجمة متوسطة الحجم تتلألأ في كوكبة الحوت. وفي هذا الفضاء البعيد، نكتشف وجود عالم جديد يُدعى GJ 3998 b، وهو عالم فائق الأرض من فئة Super Earth.
يتألق هذا الكوكب الضخم في سماء المجرة بتباهٍ فريد، حيث يبلغ البُعد الذي يفصله عنا نحو 59.0 سنة ضوئية. إنها مسافة تضعه في نطاق بعيد يجعل من استكشافه تحديًا غير مسبوق. رغم بعده الكبير، يتلألأ هذا الكوكب في سماء الليل بوضوح مذهل، إذ تكشف القياسات أن سطوعه يبلغ 10.844 درجة حسب المعايير النجمية.
تم اكتشاف GJ 3998 b في عام 2016، وكان ذلك استنادًا إلى طريقة الكشف باستخدام السرعة الدورانية Radial Velocity. ومع كل قطعة من هذه المعلومات الفلكية، نتعمق أكثر في فهم هذا العالم البعيد. تبلغ كتلته نحو 2.47 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة وغنية بالموارد الفلكية.
ليس فقط كتلته تثير الفضول، بل أيضًا قطره الذي يبلغ 1.38 مرة قطر الأرض، مما يمنحه ملامحًا مميزة وغنية بالتفاصيل. يُطلق على GJ 3998 b لقب “Super Earth” نظرًا لحجمه الضخم، وهو لقب يعكس مكانته كعالم فائق الأرض.
يدور هذا العالم الفائق الأرضي حول نجمه الأم، GJ 3998، على مسافة تُقدر بنحو 0.029 وحدة فلكية. وبفضل ذلك، يستغرق الكوكب حوالي 0.007118412 سنة لإكمال دورته الشمسية الواحدة. رغم أن تلك الفترة قصيرة، إلا أن تكرار الحدث يمنحنا فرصة فريدة لاستكشاف أسرار هذا الكوكب وفهم تكوينه وتطوره على مر الزمن.
تتميز مدارية GJ 3998 b بعدم انحرافها البارز، حيث تظهر الدورة الدائرية للكوكب بشكل تقريبي وفقًا للزوايا الكلاسيكية للمدار. ورغم أن الكوكب يتبع مدارًا قريبًا من دائري، إلا أن نسبة التحول في مداره تشير إلى انعدام التكافؤ، إذ يبلغ التمدد الدائري لمداره قرابة الصفر، وهو ما يظهر من خلال البيانات الفلكية بعدم وجود تمدد زائد أو انحراف غير طبيعي.
إن استخدام أسلوب الكشف بالسرعة الدورانية Radial Velocity يضيف للتحليل الفلكي بُعدًا زمنيًا، حيث تعكس هذه الطريقة الفعالة التطورات الدورية في حركة النجم والكوكب. وبهذا، نستكشف عالم GJ 3998 b بكل تفاصيله، حيث يعد هذا الكوكب الفائق الأرضي تحفة فلكية تثير الدهشة وتفتح أمامنا نافذة جديدة نحو أسرار الكون اللامتناهي.