في تاريخ اكتشاف يتجلى علينا عجائب الكون، ومن بين تلك العجائب تبرز كواكب فائقة الحجم كـ “كيبلر-1955 b”. تلك الكوكب السوبر الأرضية التي تتسم بخصائص فريدة ولافتة للنظر، فتاريخ اكتشافها يعود إلى عام 2021، وقد أضاءت كواكب الليل بتلك اللحظة بوهج جديد من الألمع.
تتميز “كيبلر-1955 b” بموقعها البعيد، حيث يبلغ مسافتها عنا حوالي 1466.0 سنة ضوئية. تلك البُعد الفلكي يجعلنا نتأمل في بُعد الكون وتوسعه اللامتناهي، مما يضيء لنا مدى صغر وجودنا في هذا الفضاء الشاسع.
تتلألأ “كيبلر-1955 b” في سماء الليل بوميض لافت للنظر، إذ تصل شدة إشعاعها النجمي إلى 12.609 درجة من السطوع. إن هذا اللمعان يضيء عتمة الفضاء ويخطف الأبصار، مما يجسد جمال الظواهر الفلكية.
تعتبر “كيبلر-1955 b” من فئة الكواكب الفائقة الأرضية، حيث يبلغ مضاعف كتلتها 1.69 مقارنةً بالأرض، مما يجسد تنوع الكواكب في الكون وتعددها. إن هذا التنوع يشير إلى أننا لا نزال في بدايات فهمنا لتكوين وتطور الكواكب.
أما عن أبعادها، فيتبين لنا أن نصف قطرها يتجاوز الأرض بنسبة 1.167، ما يبرز حجمها الاستثنائي. يُظهر ذلك كيف يمكن للكواكب أن تختلف في أحجامها وتراكبها، مما يضيف إلى غموض ورونق الكون.
تدور “كيبلر-1955 b” حول نجمها الأم بمسافة تبلغ 0.117 وحدة فلكية، وتحتاج إلى حوالي 0.039151266 يومًا لاكتمال دورتها الدورية حول تلك النجم. تلك الفترة القصيرة تسلط الضوء على سرعة حركة الكواكب في أنظمة فلكية معينة.
تتميز “كيبلر-1955 b” بعدم انحراف مدارها عن التمام، حيث تظل في مسارها بثبات. تلك الثباتية في المدار تعكس تناغم القوانين الفيزيائية وتوازنها الرهيب في هذا النظام الفلكي البعيد.
تم اكتشاف “كيبلر-1955 b” باستخدام أسلوب العبور الكوكبي، حيث يلاحظ المراقبون تغيّرات في سطوع النجم الأم نتيجة عبور الكوكب أمامه. هذا الأسلوب يعد إحدى الوسائل المتطورة لرصد ودراسة الكواكب البعيدة.
في نهاية اليوم، تظهر “كيبلر-1955 b” كجوهرة في تاج الكون، ترقص في سماء الليل كتحفة فنية فلكية. إنها تذكير بأن عجائب الكون لا تعد ولا تحصى، وكل كوكب يخفي خلفه قصة مثيرة وألغازاً تنتظر الكشف عنها في هذا الفضاء اللامتناهي والمليء بالتحديات والإمكانيات.