لقد شهد العامين 2019 و2020 سلسلة من الكوارث الطبيعية التي لاحقت بشكل فاحش البشرية والبيئة على مستوى العالم، حيث تنوعت هذه الكوارث بين الحرائق الهائلة في غابات أستراليا، والفيضانات المدمرة في جاكرتا، وتفشي وباء كورونا (Covid-19)، والثوران المدمر لبركان الفلبين، وزلازل عديدة ضربت مناطق مختلفة من العالم.
في بداية العام 2019، اجتاحت حرائق الغابات أستراليا بشكل هائل، حيث امتدت النيران بفعل الجفاف الطويل، وألحقت خسائر فادحة بالبيئة والحياة البرية. وقد وُصفت هذه الحرائق بـ”الصيف الأسود”، حيث بلغت مساحة الغابات المتأثرة 18 مليون هكتار، وتسببت في دمار 9 آلاف مبنى، مع وفاة 400 شخص.
في الساعات الأولى من يوم 1 يناير 2020، شهدت جاكرتا، عاصمة إندونيسيا، فيضانات مدمرة نتيجة للأمطار الغزيرة، أسفرت عن مقتل 66 شخصًا وتشريد أكثر من 60 ألف شخص، مما أضاف معاناة إلى الأوضاع الصحية والاقتصادية في تلك المنطقة.
لكن الكارثة التي لاحقت كل هذه الأحداث كانت انتشار فيروس كورونا الذي ظهر في ووهان الصين في ديسمبر 2019. تطور الفيروس بشكل غير مسبوق، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية جائحة عالمية في مارس 2020، وانتشرت الحالات بشكل متسارع، ليتجاوز عدد الإصابات نصف مليار شخص ويتجاوز عدد الوفيات 6 ملايين شخص.
وفي يناير 2020، ثار بركان (تال) في الفلبين، مخلفًا وراءه هزات أرضية وأعمدة ضخمة من الرماد، أجبرت السلطات على إجلاء الآلاف من المناطق المجاورة. ومع استمرار تداعيات البركان، أسفرت عن أكثر من 43 ألف حالة وفاة في تركيا وسوريا جراء زلزال عنيف في عام 2023.
زلزال عام 2020 شهد مجموعة من الزلازل التي ضربت الصين والهند وإيران والفلبين وروسيا وتركيا ومنطقة البحر الكاريبي، مما تسبب في خسائر فادحة بلغت ذروتها في زلزال تركيا وسوريا في عام 2023، حيث بلغت الخسائر البشرية 50 ألفًا و303 ضحية، بالإضافة إلى خسائر اقتصادية تجاوزت 84 مليار دولار.
أخيرًا، أسفرت أسراب الجراد في الهند عن إحدى أسوأ هجمات الآفات في تاريخ تلك المنطقة، حيث أكلت الجراد المحاصيل وأحدثت نقصًا في موارد الغذاء، مما زاد من التحديات التي تواجه البشرية. وفي مايو 2020، ضرب إعصار أمفان الهند وبنغلاديش، مسببًا خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
هذه السلسلة الرهيبة من الكوارث الطبيعية في العامين 2019 و2020 لن تُنسى، إذ أثرت بشكل كبير على الحياة اليومية والتوازن البيئي، وتركت آثارها الباقية حتى عام 2023 وربما أبعد.
المزيد من المعلومات
وتستكمل رحلتنا في استعراض الأحداث الكارثية خلال العامين 2019 و2020، حيث كان للكوارث الطبيعية تأثير كبير على مختلف جوانب الحياة والبيئة العالمية.
إن أسراب الجراد التي هاجمت الهند في عام 2020 كانت ظاهرة لافتة للنظر، حيث تسببت في تدمير المحاصيل والمروج الخضراء على نطاق واسع. كانت هذه الأسراب تتجاوز الـ150 مليون جراد، وتغطي مساحات هائلة تعادل كيلومترًا مربعًا واحدًا من المزروعات، مما أدى إلى خسائر كبيرة في إنتاج الغذاء وتأثيرات اقتصادية واجتماعية كبيرة.
في مايو 2020، تعرضت الهند وبنغلاديش لضربة مدمرة من إعصار أمفان الذي تسبب في خسائر هائلة. برغم التحذيرات المبكرة، إلا أن الإعصار تسبب في انهيارات أرضية وفيضانات، مما أسفر عن تشريد الملايين وفقدان العديد منهم لمأوى آمن. كان الإعصار من الفئة الخامسة، مما أضافت آثاره إلى سلسلة الكوارث الأخرى التي عصفت بالمنطقة.
ومن الجدير بالذكر أن العام 2020 شهد تزايدًا في حدوث الزلازل حول العالم، حيث سُجل أكثر من 45 زلزالًا بقوة تزيد عن 6 درجات على مقياس ريختر في مناطق متفرقة من الصين، الهند، إيران، الفلبين، روسيا، تركيا، ومنطقة البحر الكاريبي. وكانت تلك الزلازل تهديدًا إضافيًا للدول التي كانت تعاني بالفعل من الآثار السلبية للوباء والكوارث الأخرى.
تجسد هذه السلسلة من الأحداث الكوارثية خلال العامين 2019 و2020 تحديات هائلة تواجه الإنسانية، سواء على صعيدين الاقتصاد أو البيئة، مما يبرز أهمية التصدي للتحديات العالمية بشكل تعاوني وفعال لضمان استدامة ورفاهية الحياة على كوكب الأرض.