ورد حديث شريف يبين عدد شعب الإيمان، وأنها بضع وسبعون شعبة، والبضع من ثلاث حتى تسع، فقد ثبت في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ). “أخرجه مسلم”
ولأن الرواي اشتبه عليه العدد بين بضع وستين أو بضع وسبعين، حصل الاختلاف في الحديث بين “بضع وسبعون” و”بضع وستون”؛ والسبب الرئيس في ذلك شك الراوي أبو هريرة -رضي الله عنه وأرضاه-، وقد جزم عدد من المحققين بأن شعب الإيمان بضع وسبعون.
وممن ذهب إلى هذا الرأي الإمام المحدث ابن حبان البستي -رحمه الله- إذ قال: “تتبعت معنى هذا الحديث مدة، وعددت الطاعات، فإذا هي تزيد على هذا العدد شيئاً كثيراً، فرجعت إلى السنن فعددت كل طاعة عدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الإيمان، فإذا هي تنقص عن البضع والسبعين، فرجعت إلى كتاب الله -تعالى- فقرأته بالتدبر وعددت كل طاعة عدها الله -تعالى- من الإيمان، فإذا هي تنقص عن البضع والسبعين، فضممت الكتاب إلى السنن، وأسقطت المعاد، فإذا كل شيء عده الله -تعالى- ونبيه -صلى الله عليه وسلم- من الإيمان تسع وسبعون شعبة لا يزيد عليها ولا تنقص، فعلمت أن مراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هذا العدد في الكتاب والسنن”.
المصدر: موقع موضوع