كمية الكافيين في فنجان القهوة

كم يحتوي فنجان القهوة من الكافيين؟

القهوة هي واحدة من المشروبات الأكثر استهلاكًا في العالم، سواء في الصباح لبدء اليوم أو أثناء فترات الراحة في العمل، حيث تعتبر مصدرًا رئيسيًا للكافيين. ولكن كم يحتوي فنجان القهوة من الكافيين؟ الإجابة على هذا السؤال تعتمد على عدة عوامل تتعلق بنوع القهوة، طريقة التحضير، والحجم الذي يتم تناوله. في هذا المقال، سوف نتناول كل هذه العوامل بشكل مفصل لنعطي صورة واضحة حول كمية الكافيين في فنجان القهوة.

1. الكافيين: ما هو؟

الكافيين هو مركب كيميائي ينتمي إلى فئة المنبهات التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي. يمكن العثور على الكافيين في مجموعة من الأطعمة والمشروبات مثل القهوة، الشاي، الشوكولاتة، والمشروبات الغازية. إنه يعمل على تحفيز الدماغ ويعزز اليقظة ويقلل من الشعور بالتعب. الكافيين يُمتص بسرعة في الدم ويبدأ تأثيره في الظهور خلال 15 إلى 45 دقيقة من تناوله، ويستمر هذا التأثير لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 ساعات.

2. العوامل التي تؤثر على كمية الكافيين في فنجان القهوة

تختلف كمية الكافيين في فنجان القهوة بناءً على عدة عوامل، وأهمها:

• نوع القهوة: هناك نوعان رئيسيان من حبوب القهوة: حبوب “أرابيكا” و”روبوستا”. حبوب الأرابيكا تحتوي على نسبة كافيين أقل مقارنة بحبوب الروبوستا. حيث تحتوي حبوب الروبوستا على حوالي 2.2% إلى 2.7% كافيين، بينما تحتوي حبوب الأرابيكا على حوالي 1.2% إلى 1.5% كافيين.

• طريقة التحضير: تختلف طرق تحضير القهوة من حيث الكمية المستخلصة من الكافيين. على سبيل المثال، القهوة المصفاة (المقطرة) تحتوي عادة على كمية أكبر من الكافيين مقارنة بالقهوة التركية أو الإسبريسو.

• الحجم: فنجان القهوة العادي يختلف في حجمه، وهذا يعني أن كمية الكافيين تتغير تبعًا لحجم الفنجان. فنجان صغير قد يحتوي على كميات أقل من الكافيين مقارنة بفنجان أكبر.

3. كمية الكافيين في أنواع مختلفة من القهوة

سنقدم هنا بعض الأمثلة الشائعة على محتوى الكافيين في أنواع مختلفة من القهوة:

• القهوة المصفاة (المقطرة): هذه هي الطريقة الأكثر شيوعًا لتحضير القهوة في العديد من البلدان. عادةً ما تحتوي القهوة المصفاة على حوالي 95 مليغرام من الكافيين لكل فنجان (حجم 240 مل).

• القهوة الأمريكية: تحتوي القهوة الأمريكية، التي تُحضّر باستخدام آلة القهوة، على حوالي 95 مليغرام من الكافيين في فنجان متوسط الحجم (240 مل).

• الإسبريسو: يعتبر الإسبريسو من أكثر طرق تحضير القهوة تركيزًا. يتم تحضيره من كمية صغيرة من الماء وكمية عالية من القهوة المطحونة. تحتوي جرعة واحدة من الإسبريسو (حوالي 30 مل) على حوالي 63 مليغرام من الكافيين. بالمقارنة مع فنجان القهوة المصفاة، تحتوي الجرعة الصغيرة من الإسبريسو على نسبة أكبر من الكافيين لكل ملليلتر.

• القهوة التركية: القهوة التركية تُحضّر باستخدام كمية كبيرة من البن المطحون الناعم والماء المغلي. غالبًا ما تحتوي القهوة التركية على حوالي 50 مليغرام من الكافيين لكل فنجان (حجم 100 مل).

• القهوة سريعة التحضير: تعتبر القهوة سريعة التحضير أقل تركيزًا من القهوة المصفاة، حيث تحتوي على حوالي 27 إلى 173 مليغرام من الكافيين لكل فنجان (240 مل).

4. العوامل التي يمكن أن تؤثر على تركيز الكافيين

• التحميص: تحميص القهوة يؤثر أيضًا على كمية الكافيين في الحبوب. الحبوب المحمصة بدرجة عالية تفقد بعض الكافيين بسبب التفاعل الكيميائي أثناء التحميص، لكن الفرق في الكمية ليس كبيرًا بما يكفي ليؤثر على الاستهلاك اليومي بشكل كبير.

• حجم الطحن: القهوة المطحونة بشكل ناعم قد تتسبب في استخلاص كافيين أكثر أثناء التحضير. لذلك، القهوة المطحونة ناعمة قد تحتوي على كمية كافيين أعلى مقارنة بالقهوة المطحونة بشكل خشن، خاصة في طرق التحضير مثل الإسبريسو.

5. مقارنة بين القهوة والشاي

على الرغم من أن الشاي يحتوي أيضًا على الكافيين، إلا أن كميته في الشاي عادة ما تكون أقل من تلك الموجودة في القهوة. فنجان من الشاي الأسود يحتوي عادة على حوالي 40 إلى 70 مليغرام من الكافيين، بينما الشاي الأخضر يحتوي على حوالي 20 إلى 45 مليغرام من الكافيين.

6. كيف يمكن أن يؤثر استهلاك الكافيين على الصحة؟

الكافيين له تأثيرات مزدوجة؛ فمن جهة، يمكن أن يعزز اليقظة ويساعد على تحسين الأداء العقلي والتركيز، ومن جهة أخرى، يمكن أن يتسبب في بعض الآثار الجانبية إذا تم استهلاكه بكميات كبيرة. الآثار الجانبية تشمل:

• زيادة معدل ضربات القلب: قد يسبب استهلاك كميات كبيرة من الكافيين تسارعًا في معدل ضربات القلب أو الشعور بالخفقان.

• صعوبة النوم: الكافيين يمكن أن يؤثر على نمط النوم إذا تم استهلاكه في المساء أو بالقرب من وقت النوم.

• مشاكل هضمية: الكافيين قد يؤدي إلى تهيج المعدة أو زيادة الحموضة في بعض الأشخاص.

• الاعتماد على الكافيين: بعض الأشخاص قد يطورون نوعًا من الاعتماد على الكافيين، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الصداع أو التعب إذا لم يتناولوا ما يكفي من القهوة يوميًا.

7. هل يوجد حد آمن للاستهلاك؟

وفقًا للعديد من الدراسات الصحية، يعتبر استهلاك الكافيين في حدود 400 مليغرام يوميًا (حوالي 4 فناجين من القهوة) آمنًا بالنسبة لمعظم البالغين الأصحاء. ولكن قد يختلف هذا الحد بناءً على حساسية الفرد للكافيين وأي حالات صحية معينة قد يكون الشخص مصابًا بها، مثل مشاكل القلب أو الأرق.

8. هل يؤدي شرب القهوة إلى زيادة الوزن؟

القهوة بمفردها لا تحتوي على سعرات حرارية كبيرة، وبالتالي لا تساهم بشكل مباشر في زيادة الوزن. ومع ذلك، قد تضيف الإضافات مثل السكر والكريمة السعرات الحرارية إلى فنجان القهوة. لذلك، إذا تم تناول القهوة بشكل مفرط مع الإضافات، فقد تؤدي إلى زيادة الوزن على المدى الطويل.

9. الفوائد الصحية للقهوة

إضافة إلى تأثيراتها المنبهة، تحتوي القهوة على مضادات الأكسدة، والتي تساعد في حماية الخلايا من التلف الذي تسببه الجذور الحرة. تشير الدراسات إلى أن القهوة يمكن أن تحسن المزاج، وتقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض مثل مرض باركنسون، السكري من النوع 2، وبعض أنواع السرطان.

10. خلاصة

في الختام، تحتوي القهوة على كمية متغيرة من الكافيين تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك نوع القهوة، طريقة التحضير، وحجم الفنجان. فنجان القهوة المصفاة يحتوي عادة على حوالي 95 مليغرام من الكافيين، بينما تحتوي الجرعة الصغيرة من الإسبريسو على حوالي 63 مليغرام من الكافيين. من المهم أن نكون على دراية بكميات الكافيين التي نستهلكها لضمان استفادتنا من فوائد القهوة دون التأثيرات السلبية التي قد تترتب على تناول كميات مفرطة منها.