كل ما تحتاج معرفته عن الأكزيما

الأكزيما: تعريفها، أسبابها، أنواعها وطرق علاجها

مقدمة

الأكزيما هي حالة جلدية شائعة تتميز بالتهاب وتورم الجلد، وقد تصاحبها حكة شديدة. يعتبر التهاب الجلد التأتبي هو النوع الأكثر شيوعًا من الأكزيما، لكن هناك أنواع أخرى تؤثر أيضًا على صحة الجلد، مما يجعل التعامل مع هذه الحالة أمرًا يتطلب اهتمامًا خاصًا. تتفاوت الأكزيما من شخص لآخر في حدتها وأعراضها، ولكن يمكن التعامل معها بشكل فعال إذا تم تشخيصها وعلاجها بشكل صحيح. في هذا المقال، سوف نتناول كل ما يخص الأكزيما بدايةً من تعريفها وأسبابها وصولاً إلى العلاج والتعامل مع أعراضها.

تعريف الأكزيما

الأكزيما هي مصطلح عام يشير إلى مجموعة من الحالات الجلدية التي تسبب التهابًا وحكة. يتمثل العارض الرئيسي للأكزيما في تهيج الجلد، الذي قد يكون مصحوبًا بالاحمرار والجفاف والتقشر، وقد يتطور في بعض الحالات إلى تشققات أو بثور. يمكن أن تظهر الأكزيما على أي جزء من الجسم، لكنها عادةً ما تؤثر على اليدين، الوجه، الأقدام، والعنق.

أنواع الأكزيما

تتعدد أنواع الأكزيما وتختلف في الأعراض والسبب. من أهم أنواع الأكزيما:

1. الأكزيما التأتبية (Atopic Dermatitis)

تعد الأكزيما التأتبية من أكثر أنواع الأكزيما شيوعًا، حيث تظهر عادة في مرحلة الطفولة، ولكن يمكن أن تستمر في مرحلة البلوغ. تتسم هذه الحالة بجفاف الجلد، والحكة، والاحمرار، ويمكن أن تؤدي إلى تشققات في الجلد نتيجة الخدش المستمر.

2. الأكزيما التلامسية (Contact Dermatitis)

تنشأ الأكزيما التلامسية نتيجة تلامس الجلد مع مواد مهيجة أو مسببة للحساسية مثل المنظفات أو المعادن مثل النيكل. يمكن أن تظهر الأعراض في أي مكان يتلامس فيه الجلد مع هذه المواد.

3. الأكزيما الدهنية (Seborrheic Dermatitis)

تؤثر الأكزيما الدهنية على المناطق التي تحتوي على غدد دهنية مثل فروة الرأس، الوجه، والصدر. تتميز بظهور قشور دهنية وحمراء، وغالبًا ما تكون مصحوبة بحكة.

4. الأكزيما العصبية (Neurodermatitis)

هذه الحالة غالبًا ما تحدث في الأماكن التي يتعرض فيها الجلد للتهيج بسبب الحكة المستمرة. قد تظهر على شكل بقع سميكة من الجلد تكون عادةً مصحوبة بحكة شديدة.

5. الأكزيما النخاعية (Dyshidrotic Dermatitis)

تؤثر هذه الأكزيما بشكل رئيسي على اليدين والقدمين وتتميز بظهور بثور مملوءة بالسوائل، غالبًا ما تكون مصحوبة بحكة شديدة.

6. الأكزيما الوراثية (Allergic Contact Dermatitis)

تحدث هذه الأكزيما بسبب تفاعل الجهاز المناعي مع مادة معينة يعتقد أنها تهديد للجسم. عندما يتلامس الجلد مع هذه المواد، يحدث تفاعل يسبب الطفح الجلدي والتهيج.

أسباب الأكزيما

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بالأكزيما، وهي تتراوح بين العوامل الوراثية والبيئية:

1. العوامل الوراثية

تشير الدراسات إلى أن الأكزيما قد تكون موروثة. إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من الأكزيما أو حالات مشابهة مثل الربو أو التهاب الأنف التحسسي، فإن الشخص يكون أكثر عرضة للإصابة بالأكزيما.

2. الجهاز المناعي

تعتبر الاستجابة المناعية غير الطبيعية أحد الأسباب الرئيسية للأكزيما، حيث يعاني الأشخاص المصابون من رد فعل مفرط عند تعرضهم للمواد المهيجة أو مسببات الحساسية.

3. العوامل البيئية

تلعب البيئة دورًا مهمًا في حدوث الأكزيما. العوامل مثل الطقس الجاف، تلوث الهواء، التعرض للمواد الكيميائية في المنظفات أو مستحضرات العناية بالبشرة، والتوتر النفسي يمكن أن تزيد من فرصة الإصابة بالأكزيما أو تفاقم الأعراض.

4. العدوى البكتيرية والفطرية

قد تؤدي العدوى البكتيرية والفطرية إلى تفاقم حالة الأكزيما، خاصة عندما يخدش الشخص الجلد المصاب وتدخل الجراثيم إلى الجسم.

5. التحسسات الغذائية

قد تؤدي بعض الأطعمة مثل الحليب، البيض، والفول السوداني إلى تفاقم الأعراض لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من الأكزيما.

الأعراض المصاحبة للأكزيما

تتفاوت أعراض الأكزيما حسب نوعها، ولكن من أبرز الأعراض المشتركة بين جميع الأنواع:

1. الحكة الشديدة: تعتبر الحكة من الأعراض الأكثر إزعاجًا للأشخاص الذين يعانون من الأكزيما، ويمكن أن تتفاقم هذه الحكة مع تعرض الجلد للمهيجات أو التوتر النفسي.

2. الاحمرار والتورم: يمكن أن يصبح الجلد ملتهبًا، حمرًا ومتورمًا نتيجة للتهيج المستمر.

3. الجفاف: يعد جفاف الجلد من الأعراض المميزة للأكزيما، حيث يصبح الجلد خشنًا ومتقشرًا وقد تظهر عليه التشققات.

4. البثور والقشور: تظهر بعض أنواع الأكزيما بثور مملوءة بالسوائل، وقد تتكون قشور جافة بعد جفاف هذه البثور.

5. التشققات: في الحالات الشديدة، قد يعاني الشخص من تشققات في الجلد، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى.

تشخيص الأكزيما

عادةً ما يتم تشخيص الأكزيما من قبل الطبيب بناءً على الأعراض والعلامات السريرية التي تظهر على الجلد. قد يقوم الطبيب بالاستفسار عن التاريخ الطبي للمريض، بما في ذلك أي حالات سابقة من الحساسية أو الأمراض الجلدية، ومن ثم يمكن أن يُجري بعض الفحوصات الجلدية.

1. اختبارات التحسس: يمكن أن يتم اختبار الحساسية لمواد مختلفة مثل الأطعمة أو مستحضرات العناية بالبشرة، وذلك لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من رد فعل تحسسي قد يكون سببًا في الأكزيما.

2. فحص الجلد: يقوم الطبيب بفحص الجلد لتحديد نوع الأكزيما وشدتها، وقد يوصي باستخدام تقنيات أخرى مثل خزعة جلدية في الحالات غير الواضحة.

علاج الأكزيما

على الرغم من أنه لا يوجد علاج شافٍ للأكزيما، إلا أن هناك العديد من الطرق للتعامل مع أعراضها والتخفيف منها:

1. العلاج الموضعى بالكريمات والمراهم

• الكورتيكوستيرويدات: تعتبر الأدوية الموضعية المحتوية على الستيرويدات من العلاجات الرئيسية للأكزيما. تساعد هذه الأدوية على تقليل الالتهاب والحكة، وتحسين حالة الجلد.

• المراهم المرطبة: تعتبر المراهم والكريمات التي تحتوي على الزيوت والعوامل المرطبة مهمة في ترطيب الجلد ومنع جفافه.

2. العلاج بالأدوية عن طريق الفم

في الحالات الشديدة، قد يصف الأطباء أدوية فموية مثل مضادات الهيستامين لتقليل الحكة، أو أدوية معدلة للمناعة لتقليل التفاعل المناعي المفرط.

3. العلاج الضوئي

يمكن استخدام العلاج بالضوء (الفوتوتيرابي) للأشخاص الذين لا يستجيبون للعلاج الموضعي. يعتمد هذا العلاج على تعريض الجلد لنوع خاص من الضوء الأزرق أو فوق البنفسجي، مما يساعد على تقليل الالتهاب.

4. تجنب المهيجات

يعتبر تجنب العوامل التي تؤدي إلى تفاقم الأكزيما مثل المواد الكيميائية القاسية، الغسولات المعطرة، أو الملابس الخشنة من الخطوات الأساسية في إدارة الحالة.

5. التخفيف من التوتر النفسي

بما أن التوتر النفسي قد يؤدي إلى تفاقم الأكزيما، يمكن أن يساعد اتباع تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا، التأمل، أو العلاج النفسي في الحد من الأعراض.

الوقاية من الأكزيما

لا يمكن الوقاية من الأكزيما تمامًا، ولكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة أو الحد من تفاقم الحالة:

• ترطيب الجلد بانتظام باستخدام كريمات مرطبة لتجنب الجفاف.

• تجنب المهيجات مثل الصابون القاسي أو المواد الكيميائية.

• ارتداء ملابس قطنية لتجنب تهيج الجلد.

• تجنب التوتر والعمل على تحسين الصحة النفسية.

الخلاصة

تعتبر الأكزيما حالة جلدية مزمنة تتطلب عناية واهتمامًا مستمرين. على الرغم من عدم وجود علاج نهائي لها، فإن هناك العديد من العلاجات التي يمكن أن تساعد في إدارة الأعراض والتخفيف منها. من المهم أن يتعاون الشخص المصاب بالأكزيما مع الطبيب المتخصص لتحديد أفضل خيارات العلاج التي تتناسب مع حالته، مع الالتزام بالعناية الذاتية للحفاظ على صحة الجلد