ماذا يعرف فيسبوك عنك؟ وهل يجب عليك حذفه أم تعطيله؟
في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبح فيسبوك واحدًا من أكبر منصات التواصل الاجتماعي التي تربط بين الأفراد من مختلف أنحاء العالم. يُستخدم فيسبوك يوميًا من قبل ملايين الأشخاص لمشاركة أفكارهم وصورهم، والتفاعل مع الأصدقاء والعائلة، بل وأحيانًا لأغراض العمل. ومع تزايد عدد مستخدميه، أصبح من الطبيعي أن يتساءل البعض عن مقدار المعلومات التي يجمعها فيسبوك عنهم، وكيف يتم استخدام هذه البيانات، وهل يجب عليهم حذفه أو تعطيله؟ في هذا المقال، سوف نتناول جميع هذه النقاط بالتفصيل، ونحاول تقديم إجابة شافية على الأسئلة المتعلقة بفيسبوك وخصوصية المستخدمين.
فيسبوك: منصة تواصل اجتماعي مبتكرة
قبل الخوض في التفاصيل حول الخصوصية، يجب أولاً أن نفهم كيف يعمل فيسبوك. تم تأسيس فيسبوك في عام 2004 من قبل مارك زوكربيرغ وعدد من أصدقائه في جامعة هارفارد. منذ ذلك الحين، أصبح فيسبوك من أهم المنصات الاجتماعية التي تجمع بين الأفراد والمجتمعات. يمتلك فيسبوك الآن أكثر من 2.8 مليار مستخدم نشط شهريًا حول العالم، مما يجعله واحدًا من أكبر الشبكات الاجتماعية وأكثرها تأثيرًا.
مع مرور الوقت، أصبح فيسبوك يحتوي على العديد من الميزات التي تساعد المستخدمين في التواصل والتفاعل مع الآخرين، مثل الرسائل المباشرة، والإعجابات، والتعليقات، والمجموعات، والصفحات التجارية. إلا أن هذه الميزات تأتي أيضًا مع عدد من الأسئلة المتعلقة بالخصوصية، حيث أن المعلومات التي يتم مشاركتها عبر هذه المنصة يمكن أن تكشف الكثير عن المستخدمين.
ماذا يعرف فيسبوك عنك؟
-
البيانات الشخصية التي تقدمها:
عند إنشاء حساب على فيسبوك، يُطلب منك تقديم مجموعة من المعلومات الشخصية مثل الاسم، العمر، الجنس، العنوان، رقم الهاتف، والموقع الجغرافي. كلما استخدمت فيسبوك أكثر، يتم تحديث هذه البيانات بشكل دوري وتصبح أكثر دقة. -
الأنشطة على المنصة:
فيسبوك يتتبع كل الأنشطة التي تقوم بها على منصته. يشمل ذلك الأشخاص الذين تتفاعل معهم، المنشورات التي تعجبك أو تقوم بالتعليق عليها، والفيديوهات التي تشاهدها. كما يقوم فيسبوك بتخزين جميع هذه الأنشطة في قاعدة بياناته لاستخدامها في تحسين تجربتك الشخصية على المنصة. -
البيانات المستخلصة من الأجهزة:
عند استخدام فيسبوك عبر الهاتف المحمول أو الكمبيوتر، يمكن أن يحصل فيسبوك على معلومات حول الأجهزة التي تستخدمها مثل نوع الهاتف، نظام التشغيل، عنوان IP، وحتى موقعك الجغرافي إذا قمت بتمكين خاصية تحديد الموقع الجغرافي. -
البيانات التي تأتي من التطبيقات والمواقع الأخرى:
فيسبوك يستخدم تقنيات مثل “Facebook Pixel” التي تسمح له بتتبع نشاطك على الإنترنت خارج منصته. عندما تزور مواقع أو تستخدم تطبيقات تحتوي على هذه التقنية، يتم إرسال البيانات إلى فيسبوك. على سبيل المثال، إذا قمت بزيارة متجر إلكتروني على الإنترنت، يمكن أن يتتبع فيسبوك سلوكك في تلك المواقع ويعرض لك إعلانات موجهة بناءً على ذلك. -
الإعلانات المستهدفة:
فيسبوك يركز بشكل كبير على الإعلانات المستهدفة. بناءً على الأنشطة والبيانات التي يجمعها، يعرض فيسبوك إعلانات تتناسب مع اهتماماتك. هذه الإعلانات تعتبر من المصادر الرئيسية للإيرادات بالنسبة لفيسبوك. -
المحتوى الذي يتم تحميله ومشاركته:
جميع الصور والفيديوهات والمنشورات التي تقوم بتحميلها ومشاركتها على فيسبوك يمكن أن يتم استخدامها لتحسين تجربة المستخدم، ولكنها أيضًا قد تكون موضوعًا لتحليل فيسبوك بهدف معرفة اهتماماتك أو حتى تقديم محتوى مخصص لك. -
البيانات الاجتماعية:
فيسبوك لا يقتصر فقط على بياناتك الشخصية، بل يتتبع أيضًا تفاعلاتك مع الآخرين. علاقاتك مع الأصدقاء والعائلة، الأشخاص الذين تتواصل معهم بشكل مستمر، والمجموعات التي تنضم إليها، كلها بيانات قيمة لفيسبوك. هذه البيانات تساعد في بناء صورة دقيقة عن اهتماماتك وميولك. -
الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي:
يستخدم فيسبوك تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل البيانات التي يجمعها. هذه التقنيات تساهم في تحسين خوارزميات المنصة، ما يعني أن فيسبوك يمكنه التنبؤ بما قد يعجبك أو ما ستتفاعل معه بناءً على سلوكك السابق.
كيفية التحكم في خصوصيتك على فيسبوك
نظرًا للمعلومات الواسعة التي يجمعها فيسبوك عن مستخدميه، قد يشعر البعض بالقلق بشأن خصوصيتهم. لحسن الحظ، يتيح فيسبوك للمستخدمين العديد من الخيارات للتحكم في بياناتهم الشخصية:
-
إعدادات الخصوصية:
يمكن للمستخدمين تعديل إعدادات الخصوصية الخاصة بحساباتهم على فيسبوك. يمكن تحديد من يمكنه رؤية منشوراتك، من يمكنه إرسال طلبات صداقة إليك، وحتى من يمكنه العثور عليك باستخدام البريد الإلكتروني أو رقم الهاتف. -
التعرف على التطبيقات المرتبطة بحسابك:
من خلال إعدادات الحساب، يمكن للمستخدمين عرض التطبيقات والمواقع التي ترتبط بحساباتهم على فيسبوك. يمكن إلغاء ربط هذه التطبيقات إذا كانت تستهلك الكثير من البيانات الشخصية. -
إدارة الإعلانات:
يوفر فيسبوك للمستخدمين القدرة على تعديل تفضيلات الإعلانات. يمكن للمستخدمين منع فيسبوك من استخدام البيانات التي يجمعها عنهم لاستهداف الإعلانات. -
التنزيل والحذف:
يتيح فيسبوك أيضًا للمستخدمين تنزيل بياناتهم الشخصية من خلال خيار “تحميل معلوماتك”. من خلال هذه الخدمة، يمكن للمستخدمين الاطلاع على جميع البيانات التي جمعها فيسبوك عنهم. كما يمكن حذف الحساب بشكل دائم إذا كان المستخدم يفضل عدم استخدام الخدمة بعد الآن.
هل يجب عليك حذف أو تعطيل حسابك على فيسبوك؟
قرار حذف أو تعطيل حسابك على فيسبوك يعتمد على عدة عوامل، منها استخدامك الشخصي للمنصة واهتماماتك بالخصوصية. دعونا نناقش بعض النقاط التي قد تؤثر في هذا القرار:
-
إذا كنت مهتمًا بالخصوصية بشكل كبير:
إذا كنت تعتقد أن فيسبوك يجمع كمية ضخمة من البيانات الشخصية الخاصة بك ولا تريد أن يتم استخدامها في الإعلانات المستهدفة أو غيرها من الأغراض، فقد يكون من الأفضل تعطيل حسابك أو حذفه. -
إذا كنت تستخدم فيسبوك بشكل كبير للتواصل مع الأصدقاء والعائلة:
إذا كنت تعتمد على فيسبوك للبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة، قد تجد أنه من الصعب العيش بدونه. في هذه الحالة، قد يكون تعطيل الحساب مؤقتًا أو تعديل إعدادات الخصوصية هو الخيار الأنسب. -
إذا كنت لا تمانع في الإعلانات المستهدفة:
إذا كنت لا تمانع في أن يتم استخدام بياناتك للإعلانات المستهدفة وتعتقد أن فوائد استخدام فيسبوك تفوق المخاطر، فقد تقرر الاحتفاظ بحسابك واستخدام إعدادات الخصوصية لضبط البيانات التي يتم جمعها. -
إذا كنت ترغب في الراحة الرقمية:
فيسبوك يمكن أن يكون مصدرًا كبيرًا للتشتيت. إذا كنت تشعر أن التفاعل المستمر على فيسبوك يؤثر على إنتاجيتك أو رفاهيتك النفسية، فقد ترغب في تعطيل حسابك لفترة أو حذفه نهائيًا.
الخاتمة
بغض النظر عن قرارك النهائي بشأن فيسبوك، من المهم أن تكون على دراية كاملة بما يعرفه فيسبوك عنك وكيفية إدارة بياناتك. فيسبوك، مثل العديد من الشركات التكنولوجية، يعتمد بشكل كبير على البيانات لتحسين تجربتك الإعلانية والشخصية. لكن في الوقت نفسه، يتيح لك النظام القدرة على التحكم في هذه البيانات وتحديد مقدار ما تشاركه. في النهاية، يبقى قرار استخدام أو عدم استخدام فيسبوك قرارًا شخصيًا يعتمد على تفضيلاتك الشخصية في ما يتعلق بالخصوصية والتواصل الاجتماعي.
