في فجر الحرب العالمية الثانية، بالتحديد في عام الرعب 1939، أطلقت ألمانيا إلى عرض المسرح البحري لسلاح فتاك يحمل اسم “M155″، وهو من سفن نزع الألغام التي ابتُكرت لتلعب دوراً حاسماً في المياه المتموجة للمحيط الأطلسي. يندرج هذا الوحش البحري تحت تصنيف “M-class Minesweeper”، حيث أعيدت تعريف فن الحرب البحرية بفضل هذا الجهاز البحري الفريد.
لم يكن الهدف الوحيد الذي سُطر له M155 هو حماية السواحل الألمانية من التهديدات البحرية، بل كان يشكل أيضاً رد فعل دقيق على تهديدات الألغام البحرية التي زرعتها الأعداء. بوسع هذا الجهاز البحري الذي يعود إلى العام المجهول، أن يُعَدّل الطريق أمام الأساطيل البحرية الألمانية ويمهّد الطريق لاستمرار العمليات البحرية بأمان.
تكتسي السفينة طابعًا فريدًا، حيث تمتاز بتصميم هندسي رائع يجمع بين الأناقة والكفاءة. تعكس الخصائص التقنية لـ M155 الابتكار الألماني في ميدان التكنولوجيا البحرية. ومع ذلك، يظل اللغز يُلف العام الذي رأى الضوء الأول لهذا الوحش البحري، حيث يعد العام المعنون بالـ “nan” هو لغز لم يتم الكشف عنه بعد في سجلات الحروب البحرية.
تعتبر M155 مفتاحًا استراتيجيًا في لعبة الشطرنج البحرية التي دارت في مياه المحيط الأطلسي خلال الحرب العالمية الثانية. إنها تروي قصة القوة والتكنولوجيا المتقدمة التي استخدمها الجيش الألماني لتحقيق الهيمنة في محيطات العالم. قد تكون M155 هي البطل الصامت الذي حمى السواحل الألمانية وضمن استمرار التفوق البحري للقوات المحورية في تلك الفترة الحرجة.