في كتابه الرائع بعنوان “أساطير وأكاذيب وأساطير التاريخ الأمريكي المحبوبة”، يسلط ريتشارد شينكمان الضوء على حقائق تاريخية تعتبر من أكثر القصص المتداولة في الولايات المتحدة. يقدم الكاتب رؤية نقدية وجريئة حول الأحداث والشخصيات التي صارت جزءًا لا يتجزأ من التاريخ الأمريكي.
من خلال سرد روائي ممتع ومفصل، يكشف شينكمان أولاً عن أن قصة اكتشاف كولومبوس للعالم الدائري كانت ابتكارًا لواشنطن إيرفينغ، وليس حقيقة تاريخية. ويسلط الضوء على أن الحجر الزاوي للتاريخ الأمريكي، وهو قصة استقرار البحارة الأوائل في كوخ خشبي، هي في الحقيقة مجرد خرافة، حيث لم يعش الرحالة أمثال البلغميين في كوخ خشبي.
في إحدى فصوله المثيرة، يكشف عن أن ثلث الأطفال الذين وُلدوا في فترة العشرين عاماً قبل الثورة الأمريكية في كونكورد، ماساتشوستس، كانوا ناتجين عن علاقات خارج إطار الزواج. ومع ذلك، يبقى السائد أن تاريخ الولايات المتحدة كان مليئًا بالأفراح والتضحيات الأبطال.
ويتناول شينكمان في صفحاته الساخرة قصة جورج واشنطن، الذي قد يكون قائداً لا يكذب، ولكنه كان عاشقًا للرقص والشراب، وقع في حب زوجة أفضل صديق له. وبعيداً عن الأساطير الوطنية، يكشف الكتاب أن إعلان الاستقلال لم يحدث في الرابع من يوليو، كما يعتقد الجميع، بل كان في تاريخ آخر.
وبأسلوب مثير، ينهي شينكمان الجدل حول موت أي شخص في مواجهة مسلحة في الحدود عند الظهر، مؤكداً أنه لا توجد أدلة على وقوع مواجهات كهذه. وفي ختام رحلته التاريخية، يكشف عن دراسة حكومية أمريكية بعد الحرب العالمية الثانية، التي استنتجت أن اليابان كانت ستستسلم في غضون أشهر، حتى لو لم تكن هناك قنبلتي هيروشيما وناغاساكي.
هذا الكتاب، الذي أُصدر بواسطة ويليام مورو بيبرباكس في يناير من عام 1989، يعتبر إضافة قيمة لمكتبة الأعمال التاريخية. يقدم شينكمان تحليلاً دقيقاً ومثيراً للاهتمام للقصص التي نروج لها كحقائق تاريخية، مما يجعل القارئ يعيد التفكير في مفهومه للتاريخ الأمريكي ويفتح أبواب الاستكشاف لاستكشاف المزيد من الحقائق المدفونة وراء الأساطير المحبوبة.