صبغ الشعر بلون أشقر رمادي فاتح: دليل شامل وموسع

يُعدّ صبغ الشعر من الممارسات الجمالية التي شهدت تطوراً كبيراً على مدار العقود، وأصبح اليوم أحد أشكال التعبير عن الهوية والأسلوب الشخصي. من بين الألوان التي اكتسبت شهرة واسعة في السنوات الأخيرة هو اللون “الأشقر الرمادي الفاتح”، ذلك اللون الذي يجمع بين أناقة الأشقر وهدوء الرمادي، ليمنح إطلالة متوازنة بين الجرأة والرقي. هذا اللون يتطلب دقة في التطبيق، ووعياً بخطوات التحضير والعناية اللاحقة، ويُفضل أن يتم وفق معرفة مسبقة بالمركبات الكيميائية ومراعاة لصحة الشعر وهيكله الطبيعي.

يتطلب الوصول إلى اللون الأشقر الرمادي الفاتح المرور بعدة مراحل أساسية، تبدأ بتفتيح الشعر للوصول إلى قاعدة مناسبة، ثم صبغه بالدرجة اللونية المطلوبة باستخدام خلطات خاصة من الأكسجين والصبغة، وأخيراً تثبيت اللون والحفاظ عليه باستخدام مستحضرات مخصصة. ولأن هذا اللون دقيق جداً ويتأثر بعدة عوامل مثل لون الشعر الأساسي، نوعيته، والتاريخ العلاجي السابق للشعر، فإن التعامل معه يجب أن يكون على درجة عالية من الاحتراف والمعرفة.

أولاً: الخصائص الجمالية للون الأشقر الرمادي الفاتح

يمتاز هذا اللون بقدرته على الدمج بين برودة اللون الرمادي وصفاء الأشقر الفاتح، مما يمنح الشعر بُعداً ثلاثي الأبعاد في الإضاءة ويُبرز ملامح الوجه بطريقة ناعمة. يُناسب هذا اللون بشرة فاتحة إلى متوسطة، ولكنه قد يُستخدم أيضاً على البشرة السمراء بدرجات تدرج مناسبة وتدرجات انتقالية مدروسة.

الأشقر الرمادي الفاتح يعكس الجرأة والحداثة، وينتمي إلى الألوان الباردة التي تمنح المرأة طابعاً عصرياً لا يخلو من الفخامة. كما أنه يناسب أنماطاً متعددة من الملابس والمكياج، مما يجعله لوناً عملياً رغم تطلبه للعناية الخاصة.

ثانياً: تحضير الشعر للصبغة

1. تقييم حالة الشعر

قبل البدء بعملية الصبغ، يجب تقييم حالة الشعر من حيث:

• مدى تعرضه للصبغات سابقاً.

• ما إذا كان خاضعاً لمعالجات مثل الفرد أو البروتين أو الكيراتين.

• مستوى الترطيب والتغذية الحالي.

• وجود تقصف أو هشاشة.

ينصح بالامتناع عن صبغ الشعر الأشقر الرمادي الفاتح إذا كان الشعر ضعيفاً أو هشاً جداً، ويجب حينها الخضوع لدورات علاجية باستخدام زيوت مغذية مثل زيت الأرغان، زيت جوز الهند، وزبدة الشيا، بالإضافة إلى الأقنعة البروتينية.

2. سحب اللون (تفتيح الشعر)

للحصول على لون أشقر رمادي فاتح يجب أن يكون الشعر على قاعدة لونية فاتحة جداً، غالباً ما تكون بين المستويين 9 إلى 10 على مقياس درجات التفتيح، وهو ما يتطلب استخدام بودرة سحب اللون (Bleach) ممزوجة بأوكسجين بنسبة 30% أو 40% حسب طبيعة الشعر.

يتم تطبيق البليتش بحذر شديد، مع تجنب فروة الرأس قدر الإمكان، مع تقسيم الشعر إلى خصل صغيرة لضمان تفتيح متساوٍ، ثم يُراقب تطور اللون كل 10-15 دقيقة. لا يجب تجاوز ساعة واحدة من التفتيح في الجلسة الواحدة لتفادي تلف الشعر.

ثالثاً: اختيار تركيبة الصبغة المناسبة

بعد الوصول إلى التفتيح المطلوب، يُمزج لون الأشقر الرمادي الفاتح بنسبة دقيقة بين صبغات الأشقر الفاتح والرمادي المتوسط أو الفضي، غالباً بالاعتماد على خلط رقم:

• 9.1 (أشقر رمادي فاتح جداً) أو

• 10.1 (أشقر بلاتيني رمادي)

يمكن تعزيز اللون بإضافة نقط من صبغة زرقاء أو بنفسجية (Corrector) لإلغاء أية درجات نحاسية غير مرغوب بها.

التركيبة تُخلط مع أوكسجين بنسبة 20% (6 Vol) وتُترك على الشعر من 25 إلى 35 دقيقة حسب التعليمات، مع مراقبة تطور اللون. يُشطف الشعر بعدها بالماء الفاتر، ويُغسل بشامبو مخصص للشعر المصبوغ.

رابعاً: العناية بالشعر بعد الصبغة

الشعر المصبوغ بالأشقر الرمادي الفاتح يحتاج إلى عناية مضاعفة للحفاظ على صحة الشعر وجودة اللون. وتشمل العناية النقاط التالية:

1. استخدام الشامبو البنفسجي

هذا النوع من الشامبو يحتوي على أصباغ بنفسجية تُحيد اللون الأصفر والنحاسي، مما يحافظ على بريق اللون الرمادي. يُستخدم مرة إلى مرتين في الأسبوع فقط لتفادي جفاف الشعر.

2. الترطيب العميق

يوصى باستخدام:

• أقنعة ترطيب تحتوي على الكيراتين والبروتين النباتي.

• زيوت طبيعية مثل زيت جوز الهند وزيت الأرغان مرة أسبوعياً.

• سيروم لحماية الأطراف من التقصف والهيشان.

3. الحماية من العوامل البيئية

• تغطية الشعر تحت أشعة الشمس القوية أو استخدام بخاخ يحتوي على SPF.

• تجنب تعريض الشعر للكلور الموجود في المسابح.

• استخدام الماء البارد أو الفاتر عند الغسيل لتقليل فقدان اللون.

خامساً: الجدول الزمني للعناية والتجديد

سادساً: الأخطاء الشائعة في صبغ الشعر بالأشقر الرمادي الفاتح

• عدم تفتيح الشعر كفاية: يؤدي ذلك إلى نتائج غير متوقعة، غالباً ما تميل إلى الأصفر أو البرتقالي.

• تطبيق الصبغة على شعر متضرر: مما قد يؤدي إلى تكسر الشعر وتساقطه.

• إهمال العناية اللاحقة: يجعل اللون باهتاً سريعاً ويضعف بنية الشعر.

• الاستخدام الخاطئ للشامبو البنفسجي: حيث يُستخدم يومياً في بعض الأحيان، ما يسبب جفافاً أو تغير غير متوازن في اللون.

• عدم مزج الألوان بشكل صحيح: اللون الرمادي الفاتح يتطلب خبرة دقيقة في المزج للحصول على النتيجة المثالية.

سابعاً: الصبغة في المنزل مقابل الصالون

يُفضل دائماً أن يتم تطبيق هذا النوع من الصبغات في صالونات التجميل المتخصصة، نظراً لتعدد المراحل وتعقيد خطوات التطبيق والمزج. مع ذلك، يمكن لبعض النساء تطبيقه في المنزل بشرط توفر الخبرة الكافية بالألوان ومواد العناية الكيميائية، والحرص على اختبار خصل صغيرة قبل التعميم.

في حال اختيار التطبيق المنزلي، يجب استخدام أدوات احترافية مثل فرشاة الصبغة الدقيقة، القفازات، ووعاء خلط خالٍ من المعادن، وتوثيق الخطوات لضمان ثبات اللون في المحاولات القادمة.

ثامناً: المدة المتوقعة لثبات اللون

يصمد اللون الأشقر الرمادي الفاتح عادة ما بين 4 إلى 6 أسابيع، ويبدأ بعد ذلك في التلاشي التدريجي. خلال هذه الفترة، يُفضل:

• تجنب غسيل الشعر المفرط.

• الابتعاد عن أدوات تصفيف الحرارة قدر الإمكان.

• استخدام مستحضرات تحتوي على مركبات مثبتة للون مثل السيليكون النباتي والبروتين الكولاجيني.

تاسعاً: التدرجات الممكنة من الأشقر الرمادي الفاتح

يمكن تعديل هذا اللون بعدة أشكال للحصول على تدرجات مخصصة، مثل:

• الأشقر الرمادي الثلجي: بإضافة لمسة من الصبغة البنفسجية.

• الأشقر الرمادي اللؤلؤي: بإضافة درجات عاجية لإعطاء بريق ناعم.

• الأشقر الرمادي الداكن: بمزج اللون مع الأشقر المتوسط أو العسلي الرمادي.

• البلياج الرمادي: باستخدام تقنية التدرج في التفتيح والصبغة للحصول على مظهر طبيعي.

عاشراً: التأثيرات النفسية والاجتماعية للون الأشقر الرمادي الفاتح

كثير من النساء يختارن هذا اللون لتجديد مظهرهن والتعبير عن شخصية جريئة. الدراسات النفسية تربط الألوان الباردة مثل الرمادي بإيحاءات الثقة، القوة، والاتزان. اللون يعطي شعوراً بالتحكم والانضباط الداخلي، ويعزز من حضور المرأة في المحيط المهني والاجتماعي.

كما أن هذا اللون يُعدّ خياراً مميزاً للنساء فوق سن الثلاثين، إذ يُظهر الشباب ويخفي بعض علامات تقدم العمر دون الحاجة للجوء إلى تدرجات تقليدية.

المصادر والمراجع

1. Milady Standard Cosmetology, Cengage Learning – Chapter on Hair Coloring and Lightening Techniques.

2. Journal of Cosmetic Science – “Evaluation of Color Fading in Permanent Hair Dyes: Impact of UV Exposure and Shampooing” (2021).