في ذكرى مرور مائة عام على تأسيس مكتبة نيويورك العامة، قرر أمناء المكتبة طرح سؤال ذي طابع تاريخي وأدبي مميز: “ما هي الكتب التي ساهمت في تشكيل وتعريف القرن الماضي؟” هذا هو الاستفسار الذي وجه إلى أمناء المكتبة خلال احتفالها بالذكرى المئوية لتأسيسها. ما هي الكتب التي تأثرت بها مجريات الأحداث سواء بالخير أو الشر؟ أي الكتب قامت بتفسير عوالم جديدة؟ أو أسعدت الملايين من القراء؟ كانت إجاباتهم على هذه الأسئلة هي التي شكلت “كتب القرن”، معرضًا فاخرًا لأعمال مهمة لبعض أعظم كتَّاب عصرنا.
والآن، يأخذ القارئ رحلة مفكرة عبر المائة عام الأخيرة من خلال مرافقة هذا الكتاب، “كتب القرن من مكتبة نيويورك العامة”. يُقدم للقارئ أكثر من 150 عملاً رئيسيًا مُنظمة في فئات موضوعية، تعكس المواضيع التي طبعت القرن، مثل “العقل والروح”، و”الاحتجاج والتقدم”، و”صعود المرأة”، أو “مملكة الطبيعة”. يتم تقديم كل فئة بتعليق قصير يلقي الضوء على المواضيع والقضايا التي تتناولها الكتب في تلك الفئة، تليها شرح لكل عنوان يقدم وصفًا موجزًا ومفتاحًا لأهميته.
تتنوع الكتب بشكل ملحوظ، حيث تحتضن أعمالًا كلاسيكية مثل “الأخوات الثلاث” لتشيخوف و”دراكولا” لبرام ستوكر، إلى جانب “المجتمع الغني” لجالبريث و”انتحار دوركهايم” لديركهايم. يجد القارئ تناقضات مثيرة في قسم “اليوتوبيا والديستوبيا”، حيث تجتمع “الساحر العجيب أوز” و”بيتر بان” و”الأفق المفقود” مع “1984” و”ساعة ميكانيكية” و”عالم جديد جريء” و”الة الزمن”. وتعكس لحظات الظلام في التاريخ القسم المعنون “الحرب والهولوكوست والتطرف الكلي”، حيث نجد “ظلام في وقت الظهيرة” لكوستلر و”هيروشيما” لهيرشي و”يوميات آن فرانك” و”دفن قلبي عند ركبة جروان” لدي براون.
وتختم الكتاب بلحن أسعد، مع فئة “التفاؤل والفرح واللينة”، ومع أعمال رائعة مثل “قصة حياتي” لهيلين كيلر، و”بيجماليون” لشو، و”قمر الليل الجيد” لمارغريت وايز براون، و”قتل الطائر الساخر” لهاربر لي.
مع مرافقة فنية رائعة من خلال لوحات القصاصات الورقية المبتكرة للفنانة ديانا برايان، يعد كتاب “كتب القرن من مكتبة نيويورك العامة” انعكاسًا لعصرنا، حيث يظهر الكتب التي نحبها سواء كانت “القط في القبعة” أو “أوليسيس”، بجانب كتب مثل “تقرير الجراح العام” أو “كفاحي” التي كانت، سواء كان ذلك للأفضل أو الأسوأ، جزءًا لا يمكن تجاوزه من قرننا. “لمئة عام، قام أمناء مكتبة نيويورك العامة بمشاركة شغفنا بالكتب مع جمهور متنوع ومثقف”، قالت المحررة والمحررة إليزابيث ديفندورف. “هذه التجربة قد منحتنا رؤية فريدة، مما جعلنا نختار كتب القرن. آملنا أن يجذب الزوار إلى المعرض، والآن قراء هذا الكتاب، ويتأملوا في اختياراتنا ويعكسوا على ما سيكون اختياراتهم الخاصة”.