في هذا العصر الذي يتسارع فيه وتيرة الأحداث العالمية، يظهر كتاب “The Human Pool” للمؤلف كريس بيتيت كعمل أدبي استثنائي يمتد عبر ستة عقود وثلاث قارات، يقدم في إطاره الرهيب والذي يعكس الأحداث الجارية بشكل مثير للجدل، رواية سياسية بأبعاد ملحمية.
يتناول الكاتب قصة مثيرة حول شخصية ويلي شميت، حيث تكون شائعات حول تصرفاته خلال الحرب العالمية الثانية غامضة للغاية. يعمل شميت في استخبارات الولايات المتحدة من سويسرا، ويشير التقارير إلى أنه كان يقوم بصفقات سوق سوداء جانبية وقام بإنقاذ العديد من اليهود من يد النازيين. هل كان قديسًا أم خاطئًا؟ بكل الأحوال، كان شميت في مياه مظلمة تمامًا، ولذلك لم يفاجئ أحد بتقارير وفاته في عام 1945. وبعد مرور ستين عامًا، يعتقد جو هوفر أن شميت لا يزال على قيد الحياة، مسلحًا باسم زائف وثروة في مجال الصناعات الدوائية.
يعيش هوفر، الذي كان يعمل سابقًا كحامل رسائل في استخبارات الأمريكية بإدارة ألين دالاس، في حالة من الشك حيال دوره في الحرب العالمية الثانية ودور رئيسه في الشراكة المالية السرية مع النظام النازي. والآن، يُريد شخص ما قتل هوفر. عندما يعود إلى أوروبا، يكتشف هوفر أن العمليات التي اعتقد أنها انتهت منذ زمن طويل لا تزال قائمة. يشكل تحالفًا مترددًا مع فون، صحفي متخفٍ يحقق في تداول اللاجئين الكرد من قبل النازيين المتطرفين، ويبدأ في فك رموز مؤامرة تمتد إلى عمق ماضيه، إلى أيام التلاطم مع ضباط النازيين في مدن تعتبر رسميًا محايدة مثل زيورخ واسطنبول وبودابست، حيث كان الأعداء يُجريون صفقاتهم ويتناولون المشروبات. وفي كل خطوة، يجد هوفر ظلال ويلي شميت وشبح إرث الحرب العالمية الثانية الأكثر رعبًا ودوامًا – تجارة البشر: البركة البشرية.
تُعد “The Human Pool” مزيجًا مثيرًا من الخيال والواقع ضد خلفية تاريخية حية. صاغ كريس بيتيت روايته ببراعة، حيث يعتبر هذا العمل أفضل رواية قام بها – إثارة مفكرة للأفراد الذين يحبون التفكير، تقوم بقلب العالم رأسًا على عقب وتتتبع عروقه: إنها لا تعني سوى إعادة ولادة رواية التجسس العظيمة.