يعتبر كتاب “السيرة النبوية لابن هشام”، الذي كتبه أبو محمد المعافري، من الأعمال البارزة والقديمة التي رصدت تاريخ النبي محمد صلى الله عليه وسلم. يأتي هذا الكتاب كمحط أهم لفهم حياة سيدنا محمد وأحداث حياته، وهو من أشهر كتب السيرة التي لقيت اهتماماً واسعاً من قبل العلماء.
يتميز الكتاب بتفصيل شامل للأحداث التاريخية واللحظات البارزة في حياة النبي، حيث قام المؤلف بدراسته بعناية فائقة وجمع المعلومات من مصادر مختلفة. تجلى في هذا العمل الجهد الكبير الذي بذله المعافري لتحرير السيرة النبوية، والتي أصبحت مرجعاً مهماً في فهم تطور الإسلام والدور الذي لعبه النبي في بناء المجتمع الإسلامي.
الكتاب يأخذ قارئه في رحلة زمنية مثيرة، حيث يتنقل بين فترات مختلفة من حياة النبي، منذ ولادته في مكة المكرمة حتى وفاته في المدينة المنورة. ومن خلال صفحاته ال592، يتم تسليط الضوء على الأحداث الرئيسية والتحولات الهامة التي شهدها النبي والمجتمع الإسلامي في تلك الفترة الحاسمة.
يمتاز الكتاب أيضاً بأنه تهذيب لكتاب ابن إسحاق السابق، حيث قام المؤلف بحذف المحتوى الذي وجده غير ذو صلة بالموضوع أو ضعيفاً، وزاد عليه بما وجده مناسباً. وبهذا الإجراء، أضاف المعافري قيمة إضافية للكتاب وسهل فهمه للقارئ.
صدر هذا العمل الرائع في عام 2004 عن دار المعرفة للطباعة والنشر، وكان له غلاف كرتوني يضفي للكتاب مظهراً جذاباً وراقياً. يندرج الكتاب تحت فئة الكتب الإسلامية، وتحديداً في فرع السيرة النبوية، وهو مصدر قيم للباحثين والدارسين في هذا المجال.
تجسد صفحات الكتاب الغنية الحافلة بالتفاصيل الدقيقة التي ترويها، جهود العلماء في فهم وتوثيق تلك الفترة التاريخية الهامة. وبفضل العمق والروعة الذي يتميز به الكتاب، يظل هذا العمل الأدبي والتاريخي إحدى الأعمال المرجعية في دراسة السيرة النبوية.