في “أنا لست نسراً”، الذي كتبته الكاتبة فاطمة شرف الدين، ينغمس القارئ في رحلة فريدة وممتعة تتناول قصة كركر، بجعة تمايلت يمينًا ويسارًا في سماء مليئة بالتحديات والمغامرات. تمتد هذه القصة على مدى 24 صفحة، وقد أُصدرت في عام 2013 من قبل دار الساقي للنشر والتوزيع.
تتخذ القصة من الرحيل نقطة انطلاق لاستكشاف مفاهيم هامة مثل الهوية، والحب، والإخلاص، والشجاعة. تتقاطع الرحلة الشخصية لكركر مع مواقف تعلم القيم وتنمي الفهم العميق للأمور الحياتية. الكاتبة تجسد ببراعة الشخصية الرئيسية كجعة قوية وفي نفس الوقت مرهفة الإحساس، مما يمنح القصة طابعًا خاصًا وجاذبية فريدة.
يظهر العمق في تسليط الضوء على تجربة كركر، الجعة التي تكافح مع الجوانب الجوهرية لحياتها. يعتبر الجوانب البيئية والاجتماعية جزءًا لا يتجزأ من السياق الذي يتناوله الكتاب، مما يمنح القارئ فهمًا أعمق للرسائل المتداولة في القصة.
يبرز الكتاب أيضًا معاناة كركر من الجوانب الأساسية للبقاء، مثل الجوع والعطش، وكيف تتعامل مع هذه التحديات. يتناول براعة مواضيع تربية الأطفال، ويقدم رؤية مختلفة وملهمة حول كيفية تعلم القيم والتحمل في مواجهة الصعاب.
تتألق القصة بأسلوب سلس ورشيق، حيث تنسج الكلمات ببراعة لتصف اللحظات الحميمة والمشاعر العميقة. يتميز الكتاب بغلافه العادي، الذي يلخص ببساطة الروح الطبيعية والأرضية للقصة.
في فئة الأسرة والطفل، يتميز الكتاب بفئة فرعية تركز على تربية الأطفال، حيث يعد موردًا غنيًا بالمفاهيم التربوية والتعليمية. يتيح للقراء فرصة التفاعل مع النصوص واستخلاص الدروس القيمة التي يقدمها.
باختصار، “أنا لست نسراً” يشكل إضافة قيمة إلى عالم الأدب العربي، حيث تتجسد فيه فنية الكتابة وفن السرد لفاطمة شرف الدين، ويترك في نفوس القراء أثرًا عميقًا يستمر بالتأثير بعد أن تنتهي آخر صفحة من هذه الرحلة المثيرة.