“كانت الكتابة كل شيء” هو عنوان يرتبط بأحدث إصدار من كتب النقد الأدبي، والذي يعود لقلم الكاتب البارع ألفريد كازين. لمدة أكثر من ستين عامًا، كان ألفريد كازين شاهدًا بارزًا على الحياة الأدبية في أمريكا، و”كانت الكتابة كل شيء” هو تجسيد لتلك الحياة، وقصة نضوج كاتب وناقد تملؤها الدراما الثقافية النابضة بالحياة، حيث تتواجد شخصيات مثل هارت كرين وآلن جينسبرج، وسيمون ويل وفلانري أوكونور، وهانا أرنت وروبرت لول وإدموند ويلسون وجورج أورويل.
يمزج كازين ببراعة بين السيرة الذاتية والتاريخ والنقد، حيث ينتقل من نيويورك في الثلاثينات إلى إنجلترا خلال فترة الحرب وإلى الجنوب بعد الحرب. ويظهر “كانت الكتابة كل شيء” كتأكيد على قيمة الأدب في عصر التفكيك والمذاهب النقدية. من خلال لقاءاته مع الكتب، يظهر لنا كازين كيف يهم الكتابة العظيمة وكيف تتورط معنا أخلاقياً واجتماعياً وشخصياً على أعمق المستويات. سواء كان يعكس على الحداثة، أو الأدب الجنوبي، أو الأدب السوداء، اليهودي، والنيويوركي، أو يعيد علينا عمل ريتشارد رايت، سول بيلو، وجون تشيفر، فإنه يقدم حسابًا دقيقًا ومؤثرًا للأدب الذي يُرصَد ويُعاش.
في حياته كناقد، يجسد كازين الدرس الذي يقول أن العيش والكتابة أمران حميمين بالضرورة. يُلخّص “كانت الكتابة كل شيء” الذكاء الحيوي وسلطة صوت هذا الناقد الخالد. ويقف كشهادة واضحة على إيمان كازين بأن “الأدب ليس نظرية، بل في أحسن الأحوال، القيمة التي يمكن أن نُعطيها لتجربتنا، والتي في قرننا هذا كانت وما زالت خارج إمكانية تخيل البشر”.