في غمرة الحرب العالمية الثانية، تظلل ظلال السرية والتكتيكات المتطورة مشهد البحريات العالمية. إحدى الفصول المظلمة والغامضة في هذا السياق تتعلق بظهور الغواصات الانتحارية اليابانية المأهولة، المعروفة باسم “Kaiten”. كتاب “Kaiten: Japan’s Secret Manned Suicide Submarine and the First American Ship It Sank”، الذي كتبه مايكل ماير وجوي والدرون، يلقي الضوء على هذا الجانب المظلم والخطير من تاريخ الحرب العالمية الثانية.
يستكشف الكتاب بأناقة فائقة وعمق فائق مدى التطور الذي شهدته التكنولوجيا البحرية اليابانية في ظل الضغوط الحربية. وبصفة خاصة، يسلط الضوء على تصميم واستراتيجية الغواصات البحرية المأهولة Kaiten، التي اعتبرت تحفة فنية في مجال الهندسة البحرية والابتكار التكتيكي.
تجسد قصة هذا الكتاب بشكل واقعي ومؤثر الروح البطولية والتضحية التي أظهرها أفراد البحرية اليابانية الذين قادوا هذه الغواصات. يسرد الكتاب بدقة اللحظات التاريخية التي شهدت فيها Kaiten أوائل إنجازاتها، ومن بينها الهجوم الذي نفذته على السفينة الأمريكية الأولى والتي أدت إلى غرقها.
ومن خلال قراءة استعراض الكتاب الذي أعده ديفيد ستوبلباين في سابقة موثقة، يظهر تأثره العميق بمضمون الكتاب وأسلوب كتابة الكتّاب. يعكس الاستعراض تقديره للطريقة التي قدم بها ماير ووالدرون هذه الحكاية المؤثرة بأسلوب يتناسب مع أهمية الحقبة التاريخية وخطورة الأحداث.
من الملفت للنظر أيضًا أن الكتاب يضع القارئ في قلب الأحداث، حيث يمكنه أن يشعر بالتوتر والتحديات التي واجهها أفراد الطاقم أثناء تنفيذ مهماتهم الخطيرة. ينجح الكتاب في تقديم الجوانب الإنسانية لهؤلاء البحارة الذين اختاروا التضحية بحياتهم من أجل قضية وطنهم.
في الختام، يُعتبر هذا الكتاب مصدرًا موثوقًا وشاملاً حول تاريخ Kaiten ودورها في الحرب العالمية الثانية. يمزج بين الوقائع التاريخية والرواية الروحية بأسلوب يشد القارئ ويحفزه على التأمل في تفاصيل هذه الصفحة المظلمة من تاريخ الحرب العالمية الثانية.