يقودنا كتاب “كاشف الأسرار” للكاتبة هدى القدومي في رحلة مثيرة عبر الزمان والمكان، حيث يستيقظ الشخص الرئيسي، عمر، في سوق بغداد عام 1241م، ليجد نفسه محاطًا بألوان الحياة ورونق الزمن البعيد. الغموض يلف قلب الحدث، وتتساءل أفكار عمر عن كيفية وصوله إلى هذا الزمان البعيد وما الذي جعله يستيقظ بين طيات سجادة في سوق بغداد.
في البداية، نعود بالذاكرة إلى صيف عام 2012، حيث كان عمر يزور متحف لندن ويتفاعل مع آلة “كشف الأسرار”. يشد انتباهه هذا الجهاز الغامض الذي يعدل حدود الزمان والمكان. يروي لنا عمر عن تلك اللحظة الفارقة حين سمع دوي انفجار ورأى ضوءًا أبيضًا باهرًا. هنا يتجسد لغز هذا الكتاب، وهو كيف تم انتقال عمر من صيف 2012 إلى سوق بغداد في القرن الثالث عشر.
ترتبط هذه القصة بآلة “كشف الأسرار”، التي تظهر كأداة فريدة ومحور الأحداث. يثير تساؤل حول كيفية عمل هذه الآلة وما إذا كانت وسيلة لاستكشاف أبعاد جديدة من الزمان والمكان. يتجلى الغموض في تأثير هذه الآلة على مستقبل عمر وكيف تغيرت حياته بشكل جذري بسبب لحظة فاصلة في متحف لندن.
وفي عالم الأدب الذي يعتمد على التشويق والتفاصيل الدقيقة، يقوم الكتاب برصد رحلة عمر بتفصيل دقيق ومميز. يُسلط الضوء على تفاصيل العالم القديم في بغداد وعلى ماضيها الغني، ويجسد لنا صورًا واقعية للسوق والحياة اليومية في تلك الحقبة الزمنية البعيدة.
تتميز هذه الرواية بغنى المعلومات حول الزمان والمكان، وتعيد للقارئ اكتشاف تاريخ بغداد بطريقة مثيرة. تسلط الضوء على تراث المدينة وتقدم لنا لمحة عن الحضارة الإسلامية في ذلك الوقت. بالإضافة إلى ذلك، يبرز الكتاب أهمية الأسرة وتربية الأطفال كموضوع رئيسي، مما يضيف طبقة إضافية من العمق للقصة.
“كاشف الأسرار” لا يقتصر على كونه رواية تاريخية، بل ينسج في خيوطها العاطفة والغموض، مما يجعلها مليئة بالحياة والتشويق. هكذا، يأسر الكتاب قلوب القراء وينقلهم إلى عوالم مختلفة، مما يجعله تحفة أدبية فريدة من نوعها.