في الخامس من يوليو عام 1964، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخ الطيران التجاري على الإطلاق، عندما اندفعت طائرة تابعة لشركة PacifiAir Lines من طراز Fairchild F-27A، رحلة رقم 773، في طريقها من ستوكتون إلى سان فرانسيسكو، وذلك على بعد 26 ميلاً فقط من وجهتها في مطار سان فرانسيسكو الدولي.
كانت الطائرة تقل 44 راكبًا، وبالأسف الشديد، لم ينجُ أحد من هذه الكارثة الفظيعة، إذ أدت حادثة مأساوية إلى وفاة جميع من كانوا على متن الطائرة بما في ذلك الطاقم الطيراني المؤلف من الطيار والمساعد.
تظهر التحقيقات أن الطائرة انحرفت فجأة ودخلت في ميل حاد قبل أن تتحطم، والتقارير الأخيرة التي تم الحصول عليها من خلال تحليل في المختبر كانت تشير إلى أن أخر رسالة تلقتها السلطات كانت “تم إصابة القائد. لقد أصبت. كنت أحاول المساعدة”. وقد اتضح فيما بعد أن فرانسيسكو غونزاليس، أحد الركاب، قام بإطلاق النار على الطيار والمساعد، حيث كان قد أعلن عن نيته في الانتحار لعدة أشخاص قبل الرحلة، وقد قام بشراء وثائق تأمين حياة تصل قيمتها إلى 105,000 دولار قبل الرحلة.
يُعتقد أن غونزاليس، البالغ من العمر 27 عامًا، الذي كان عضوًا سابقًا في فريق اليخوت الفلبيني في أولمبياد عام 1960، قام بفعلته الفظيعة بهدف الحصول على التعويض المالي لعائلته بعد وفاته. وقد ترك هذا الحادث بصدمة شديدة للمجتمع الطيراني وشكل درسًا مؤلمًا حول خطورة الأسلحة على متن الطائرات التجارية وأهمية فحص الركاب وتطبيق إجراءات أمنية صارمة للحيلولة دون وقوع مثل هذه الكوارث في المستقبل.