في السادس والتاسع من أغسطس عام 1945، وعلى وقع همسات الحرب العالمية الثانية ترتفع في سماء اليابان، تُسجّل صفحات التاريخ الفظائع الإنسانية التي شهدتها هيروشيما وناغازاكي، حيث انطلقت ذلك اليوم الرهيب الذي غيّر مجرى التاريخ وألقى بظلاله الداكنة على الجيل البشري.
“آخر قطار من هيروشيما”، الكتاب الذي ألفه الكاتب تشارلز بيليجرينو، يتيح للقارئ النافذة الفريدة للتأمل في تلك اللحظات المأساوية، حيث ينقلنا الكاتب بأنامله السحرية إلى عالم الحرب العالمية الثانية، ليروي لنا حكاية الأحداث التي شكلت نقطة تحول في تاريخ البشرية.
إن الكتاب يجمع بين الدقة التاريخية والسرد الأدبي الرائع، حيث يستعرض بيليجرينو الأحداث بشكل موسع وعميق، مستعرضًا التفاصيل بطريقة تجعل القارئ يعيش تلك اللحظات كأنه كان هناك. يكشف الكاتب عن معلومات نادرة ومفصلة حول الحياة في هيروشيما قبل وبعد القنبلة الذرية، مما يضيف طابعًا فريدًا للتجربة القرائية.
من خلال روح البحث والتفحص التي يتميز بها الكاتب، يتناول الكتاب أيضًا الجدل الدائر حول الاستخدام الذري وتأثيره على البيئة والبشر. يستعرض بيليجرينو الآثار الفورية والطويلة الأمد لتلك الكارثة، مما يضع القارئ أمام نوع من التفكير العميق حول الأخلاقيات والتداول بالقوة النووية.
في مراجعته لهذا العمل الأدبي، أشاد المراجع سي. بيتر تشين بتاريخ الحرب العالمية الثانية المُلتَقط ببراعة وتفصيل، معتبرًا أن الكتاب يعد إضافة قيمة إلى الأدب التاريخي. كما أثنى تشين على قدرة بيليجرينو على جذب القارئ وإشراكه في رحلة حياة الناس في تلك الفترة المظلمة.
يبرز تاريخ المراجعة المذكور في العنوان، الواقع في الواحد والعشرين من فبراير عام 2010، كمرجع هام للقارئ، حيث يوفر نقطة زمنية محددة لتقييم تأثير الكتاب وتأثيره على فهم القراء لتلك الحقبة الزمنية الدامية.
في النهاية، يظل “آخر قطار من هيروشيما” لتشارلز بيليجرينو عملًا أدبيًا ثريًا ينقل القارئ إلى مشهد الحرب العالمية الثانية بكل تفاصيلها وألوانها، مما يجعله مرجعًا قيمًا لفهم تلك الفترة الحرجة في تاريخ الإنسانية.