في الرابع والعشرين من شهر أبريل من العام 1767، وقع حدث مدمر يجسد تلك اللحظات التي تحمل في طياتها الموت والدمار، تلك اللحظات التي تزيح الحياة من مسارها الطبيعي وتجعل البشر يعيشون في جحيم يشبه الكوابيس. كانت جزيرة مارتينيك وبربادوس مسرحًا لهذه الكارثة الطبيعية الفادحة، في قلب بحر البحر الكاريبي الهادر.
كانت الهزات الأرضية هي السبب الرئيسي وراء هذه الكارثة، فقد سُجلت اهتزازات عنيفة في مناطق عدة بمارتينيك وبربادوس وغويانا البريطانية، حيث وصف روبسون الصدمات التي ضربت تلك الجزر بتفاصيل مروعة.
وفي سجلات ماليه وماليه، تم توثيق المزيد من الأحداث المروعة. في الساعة السادسة والنصف صباحًا من ذلك اليوم الفاجع، تأثرت سورينام بعدة هزات، كانت اثنتان منها عنيفتان للغاية. وفي مارتينيك، شهد السكان هزات عنيفة، حيث أحدثت إحداها تأثيرًا خاصًا في المناطق الجبلية التي تفصل بين مياه أويابوك ومياه ماروني. أما في بربادوس، فقد كانت البحر مضطربًا بشكل غير عادي، حيث تأثرت المد والجزر بطريقة غير مألوفة.
ترجمة الأحداث الفظيعة إلى أرقام قد تكون مستحيلة، فقد أسفرت هذه الكارثة عن خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، ولم يُسجل تفاصيل محددة حول عدد الضحايا أو حجم الدمار. تمثل هذه اللحظات الصعبة تحذيرًا قويًا من قوى الطبيعة التي تتحكم في مصائرنا بطريقة غير متوقعة ومرعبة، وتجسد تلك اللحظات مدى هشاشة حياتنا أمام قوى الكون الجارفة.