في حادث أليم ومأساوي، وقعت كارثة طيران في سماء إنجلترا بالتحديد في موقع بلاكبوش، وذلك في تاريخ 11 مايو 1956م. كانت الساعة تشير إلى 23:52 حينها، فيما كانت الطائرة تحمل على متنها الآمال والأحلام وربما القلق أيضًا، فقد كانت في رحلة متجهة من طرابلس باتجاه بلاكبوش.
الطائرة كانت من طراز Handley Page HP-1 Hermes، والتي كانت تحمل رقم التسجيل G-ALDJ، وبإمكانها استيعاب حوالي 80 راكبًا على متنها. ومع أن هذا الطراز كان يحمل في جوفه العديد من التطلعات والتقنيات المتطورة لعصره، إلا أنه لم يكن معصومًا من الأخطاء البشرية والظروف الجوية القاسية.
بمجرد أن هبطت الطائرة في مدرج بلاكبوش، بدأت المشكلات تتكشف تباعًا. حيث أظهرت التحقيقات أن الطائرة تحاول الهبوط ولكنها انحرفت عن مسار الهبوط المحدد (ILS glideslope)، وبدلاً من ذلك انخفضت أدنى منه، مما أدى إلى اصطدامها بأحد الأشجار.
وفي تحليل أحداث الحادث، اتضح أن قائد الطائرة قد اعتمد بشكل كبير على أضواء المطار لتحديد ارتفاع الطائرة، وهو ما أدى إلى تقدير غير دقيق للارتفاع، وبالتالي فشل في الهبوط بطريقة سليمة.
وتجسد هذه الكارثة الجانب الأليم والمأساوي لعالم الطيران، حيث يظهر أن التحليق في سماء الخيال والتكنولوجيا لا يخلو من المخاطر والتحديات التي يجب على طواقم الطائرات التعامل معها بحذر وتأنٍ.