في يوم الخميس الموافق للخامس من شهر مارس عام 1959، شهدت منطقة ماناجوا في نيكاراغوا واحدة من أكثر الكوارث المأساوية في تاريخ الطيران على مستوى العالم. كانت الساعة تُظهر الساعة الحادية عشرة وخمسة وثلاثون دقيقة صباحًا عندما حلقت طائرة تابعة لشركة TACA وكانت تحمل رقم تسجيل YS-09C، وهي من طراز “فيكرز فيسكونت 763″، في رحلة قادمة من مطار لاس مرسيدس متجهة إلى مطار تيغوسيغالبا في هندوراس.
كان على متن الطائرة 19 راكبًا، وللأسف، لم يكن السفر آمنًا تمامًا في ذلك اليوم، حيث أنها تعرضت لحادث أليم بعد وقت قصير من إقلاعها. حينها، وفي أثناء عملية الصعود، فشل المحرك رقم واحد بسبب أسباب غير معروفة حتى الآن. وفيما بعد، فشل أيضًا المحرك رقم اثنين بعد بضع ثوانٍ فقط من الحادثة الأولى.
بعد هذه المشاكل الفنية المتعددة، لم تتمكن الطائرة من الصعود بشكل صحيح، مما تسبب في فقدانها للسيطرة وانحرافها باتجاه اليسار، وفقدانها للارتفاع واصطدامها بأشجار في المنطقة المحيطة بماناجوا. وفي نتيجة لهذا الحادث المروع، فقد لقى 15 شخصًا حتفهم، فيما لم يكن هناك تقارير عن وفيات في صفوف الأرض.
وتشير التقارير الرسمية بأن الحادث وقع بسبب فشل محرك رقم واحد أثناء عملية الصعود، ولم يتمكن الطاقم من جعل العجلات تنسحب بشكل صحيح بعدما بلغت الطائرة سرعة V2 المطلوبة، مما أدى إلى فقدان السيطرة بشكل كامل على الطائرة. ورغم إجراءات الطوارئ التي قام بها الطاقم، فإن فشل المحرك الثاني أدى إلى تفاقم الوضع وحدوث الحادث المأساوي.
تعتبر هذه الكارثة مثالًا صادمًا على التحديات التي قد تواجه طواقم الطيران في حالات الطوارئ وضرورة التدريب الجيد والتحضير الجيد لمواجهة مثل هذه الظروف غير المتوقعة. ومن المهم أيضًا أن تستمر شركات الطيران في تطوير وتطبيق أعلى معايير السلامة لضمان سلامة ركابها وطواقمها والحفاظ على سمعتها الإيجابية في عالم الطيران.